“العمل إرادة تجمدت و تقيدت و التزمت بوضع خاص.فالاتزام إذن من صفات العمل.و الحرية من صفات الفكر.و الفكر الذي يلتزم ينقلب إلي عمل.و هذا بالظبط هو ما يحدث في الأحزاب السياسية و الاجتماعية .. فالبرنامج الحزبي أي المذهب تالسياسي أو الاجتماعي هو فكر تقيد -أي التزم- به الحزب.”
“انضمام رجل الفكر إلي حزب من الأحزاب معناه تقيده و التزامه بتفكير الحزب … و هذا الإلتزام يناقض الحرية التي هي جوهر رسالته الفكرية … لأن التزامه بمذهب حزبه يحرمه مباشرة سلطة الفكر في المراقبة و المراجعة … هذه السلطة الحرة التي هي أساس مسئوليته الحقيقية … و هو بذلك إما أن يخضع و يرضخ لحزبه و ينزل راضياً مختاراً عن وظيفة رجل الفكر و يصبح رجل عمل … و إما أن يصر علي الصمود و الاحتفاظ بسلطة وظيفته الفكرية و يناقش أفكار حزبه و يطورها بمطلق الحرية التي تخولها له مسئولية رجل الفكر الحر و عندئذ سيجد نفسه مفصولاً عن الحزب و مطروداً أو مضطهداً …”
“حياة الإنسان من صنع إرادته و أفكاره، و العاجز حقا هو من يهرب من مواجهةظروفه إلي الإحباط و اليأس من أي أمل في احتمال تغير الأوضاع إلي الأفضل ذات يوم”
“و الحاصل أن الفكر الصحيح يوجد بالشجاعة و هي ههنا قسمان: شجاعة في رفع القيد الذي هو التقليد الأعمى و شجاعة في وضع القيد الذي هو الميزان الصحيح الذي لا ينبغي أن يقرر رأي و لا فكر إلا بعد ما يوزن به و يظهر رجحانه، و بهذا يكون الإنسان حرا خالصا من رق الأغيار، عبدا للحق وحده”
“قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين؟"..و هو سؤال المزعزع العقيدة، الذي لا يطمئن إلى ما هو عليه، لأنه لم يتدبره و لم يتحقق منه. و لكنه كذلك معطل الفكر و الروح بتأثير الوهم و التقليد. فهو لا يدري أي الأقوال حق. و العبادة تقوم على اليقين لا على الوهم المزعزع الذي لا يستند إلى دليل! و هذا هو التيه الذي يخبط فيه من لا يدينون بعقيدة التوحيد الناصعة الواضحة المستقيمة في العقل و الضمير.”
“في هذا الزمن يتصور بعضنا أنه ممثل الرب في الأرض و أنه الوحيد الذي اطلع علي المقصد الإلهي من كل نصوصه دون غيره من البشر و من ثم ينفي و يصادر و يكفر رأياً يخالفه لأن رأيه هو الصواب المطلق و رأي أي مختلف معه هو الكفر المطلق”