“أسقطتْ كل الذين صاروا عبئاً على حياتي، و كل الذين لم أعد أستشعر تجاههم بعاطفة قوية، و كل الذين لم أرهم و لم يتصلوا بي منذ زمن حتى و أنا في امس الحاجة إليهم. أسقطتهم كما تسقط الشجرة أوراقها اليابسة و الميتة التي لا روح فيها ..”
“تمر بك أيام تشعر فيها بأن كل شيء يثقل على صدرك، الذين يحبونك و الذين يكرهونك و الذين يعرفونك و الذين لا يعرفونك. تشعر بالحاجة الى أن تكون وحيداً كغيمة. أن تعيد النظر في أشياء كثيرة. أن تعود الى ذاتك مشتاقاً لتنبشها و تواجهها بعد طول هجر. أن تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك.”
“و أوصى [الإسلامٍ] بالبر و الإحسان بين المواطنين و إن اختلفت عقائدهم و أديانهم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم) الممتحنة. كما أوصى بإنصاف الذميين و حسن معاملتهم: (لهم ما لنا و عليهم ما علينا). نعلم كل هذا فلا ندعو إلا فرقة عنصرية، و لا إلى عصبية طائفية. و لكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا و لا نساوم في سبيلها على عقيدتنا و لا نهدر من أجلها مصالح المسلمين، و إنما نشتريها بالحق و الإنصاف و العدالة و كفى.”
“وقفة مع النفس .. و أول قرار صعب كنت أرفضه منذ عقود : أولئك الذين أخذوا مني الأمل و لم يعطونني سوي الألم .... لا أريدكم في حياتي مرة أخري ....”
“في صمت الليالي المعتمة ملأنا كتابًا بكل هذه الرؤى التي نبعت من خيالاتنا عن الهزيمة و الفشل الذي حلمنا به و نحن حزانى نفتقد للبهجة، أولئك المعوزون برؤوسهم المحنية، و طرقهم الموحلة، و بيوتهم غير مكتملة البناء، و شوراعهم الغريبة المعتمة، الناس الذين يعتقدون أن كل شيء سيعود كما كان و هم يتلون صلواتهم التي لا يفقهون معناها،الأمهات و الآباء الثكلى، البؤساء الذين لم تسمح لهم أعمارهم القصيرة أن يخبرونا عما أنجزوه و حقّقوه في بلاد أخرى، المصانع و الآلات التي لا تعمل، الأرواح ذات العيون المخضلة بالدمع ترثي الأيام الخوالي، الكلاب الضالة التي ليست في هزالها أكثر من جلد على عظم، الفلاحون الذين لا يمتلكون أراض، المتشردون المتسكعون في المدينة، المسلمون الجهلة و الأميون الذين يرتدون سراويلهم و حروبهم كلها تنتهي بالهزيمة.”
“منذ ال67 و كل ما نفعله مؤقت و"الى ان تتضح الأمور".و الامور لم تتضح حتى الان بعد ثلاثين سنة”