“الحوار هو نافذة فكرية وشعورية بين الفرد وبين الآخرين, والذي يستغني عن الحوار يعيش منغلقاً على ذاته, لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصية, فيكون أكثر تعرضاً للخطأ, وإن زعم أو ظن أنه أقرب إلى الصواب من سواه, فالصواب ليس حكراً على أحد من دون أحد, ولا زال أهل الحكمة يستشيرون من سواهم في صغير الأمور وكبيرها, لأن الشورى -كالحوار- طلب التعرف على الرأي الآخر. وأغلب الذين يرفضون الحوار يرفضونه بدافع الخوف منه: إما لعجزهم عنه, أو ضعف أدلتهم وقلة ثقتهم بما يؤمنون به من الأفكار, وإما بدافع الجمود والتعصب, وإما خشيةً من تغيير موروثات عاشت معهم وعاشوا معها واكتسبت عندهم القداسة والإجلال.”