“وعرفوا به -صلى الله عليه وسلم- تمامَ الرجولة، ومتى تمَّتْ هذه الرجولةُ تمامَها في إنسان، رجعتْ له الطفولةُ في روحه، وامتلك تلك الطبيعةَ التي لا يملكُها إلا أعظمُ الفلاسفة والحكماء فأصبحَ كأنما يمشي في الحياة إلى الجنة بخُطُوات مسدَّدة لا تزيغُ ولا تنحرف، فلا شرَّ ولا رذيلة، ودنياه هي الدنيا كلُّها بشمسها وقمرها، يملكُها وإن لم يملك منها شيئاً، ما دامت في قلبه طبيعةُ السرور، فلا فقرَ ولا غنى مما يشعرُ الناس بمعانيه، بل كل ما أمكن فهو غنىً كاملٌ؛ إذ لم تَعُدْ القوةُ في المادة تزيد بزيادتها وتنقص بنقصها، بل القوةُ في الروح التي تتصرفُ بطبيعة الوجود، وتدفع قوى الجسم بمثل دوافع الطفولةِ الناميةِ المتغلِّبة، حتى لَتَجْعَلُ من النور والهواء ما يؤتَدَمُ به مع الخبز القَفَار، كما يؤتَدَمُ باللحم وأطايبِ الأطعمة.”

مصطفى صادق الرافعي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى صادق الرافعي: “وعرفوا به -صلى الله عليه وسلم- تمامَ الرجولة، ومت… - Image 1

Similar quotes

“وهل الإسلامُ إلا هذه الروح السماوية التي لا تهزمها الأرضُ أبداً، ولا تُذلها أبداً، ما دام وطمعُها معلًّقين بأعمال النفسِ في الدنيا، لا بشهوات الجسم من الدنيا؟”


“لا يعرف التاريخُ غيرَ محمد -صلى الله عليه وسلم- رجلاً أفرغَ الله وجودَه في الوجود الإنساني كلِّه، كما تنصبُّ المادة في المادة، لتمتزجَ بها، فتحوّلها، فتحدثَ منه الجديد، فإذا الإنسانية تتحوَّل به وتنمو، وإذا هو -صلى الله عليه وسلم- وجودٌ سارٍ فيها؛ فما تبرح هذه الإنسانية تنمو به وتتحوَّل.”


“أفتدري من هو هذا الرجل الإلهي ؟ هو الذي لا تعرفه الحياة ولا يعرفه الموت فلا يذّل لأحدهما ؛ تتبرج له الحياة فلا تغرّه ، ويتجهّم له الموت فلا يضرّه ، ويُبتلى بكل ما يسوْء ويسر .. فلا يسوؤه ولا يسرّه .هو رجلٌ روحه في كفّه .”


“والإنسان عند الناس بهيئة وجهه وحليته التى تبدو عليه ، ولكنه عند الله بهيئة قلبه وظنه الذي يظن به ، وماهذا الجسم من القلب إلا كقشرة البيضة مما تحتها . فيالها سخرية أن تزعم القشرة أن بها هى الاعتبار عند الناس لابما فيها ، إذ كان ما تحويه إلا فيها هي ، ومن ثم تبعد في حماقتها فتسأل : لماذا يرمينى الناس ولا يأكلونى ..؟”


“وهل على الحب خيار ؟ أم هو الجمال الأزلي يستعلن لكل إنسان بالوسيلة التي توافق مزاجه وتلائم تركيب نفسه على قدر ما يلائمه وعلى أحسن ما يلائمه , فأتى الحب متخذاً من شكل المحبوب وسيلته فلا يكون أكمل ولا أجمل عند كل عاشق من معشوقه . إذ هو ليس إلا الصورة التي يتراءى فيها خصائص الجمال العلوي للخصائص التي في روح العاشق وطباعه فتتصل بها من الجهة التي تنفذ منها إلى خالصة قلبه وداخلة روحه .”


“وهذا الجنسُ من الناس كالأزهار على أغصانها الخضْر، لو قالت شيئاً لقالت: إنَّ ثروتي في الحياة هي الحياةُ نفسُها، فليس لي فقرٌ ولا غنى، بل طبيعةٌ أو لا طبيعة.”