“ننسى أن “الحداثة” ليست إلا مظهراً مخادعاً وشعارات معيارية وضعته الثقافة الأوروبية بشكل مطنع في خضم الغليان الإبداعي لعصري النهضة والأنوار. هذا مع العلم بأن جذور هذا الغليان ربما كانت قائمة في فترات سابقة من التاريخ الأوروبي… . إن سرعة إيقاع التغيرات التفنية هي التي أعطتنا الانطباع بتسريع التاريخ. إنما، أليس هالإنطباع وهمًا وخداعاً؟ إذا كنا نفهم من التاريخ، ليس فقط تطور الفكر البشري وتراكم المعارف العلمية، بل أيضاً تطور الأخلاق والقيم والقضاء على العنف والجوع والحرمان وكل أنواع النبذ في الغرب كما في العالم فعلينا، إذاً، الاعتراف بأن التاريخ لم يؤمن فعلاً التقدم البشري، وأن إيقاع تقدمه من البطء بحيث لا يمكن من تلمسه وقياسه.”

جورج قرم

Explore This Quote Further

Quote by جورج قرم: “ننسى أن “الحداثة” ليست إلا مظهراً مخادعاً وشعارات … - Image 1

Similar quotes

“غالبًا ما يخلط النظام الإمبريالي الحالي بين الحرية السياسية التي تتميز بها المواطنة وحرية تداول السلع الاستهلاكية (أو القدرة على الإفادة من التشكيلة الكبرى من الخدمات والسلع المتوافرة، وكلها متشابهة تقريباً). أما النشاط السياسي، فيقتصر على السجالات الحامية التناقضية الطابع عبر التلفزيون، وهي تشبه صراع الديكة الذي يجب ألا يتعدى دقائق معدودة، بينما لا يملك إزاءها المشاهد الساكن، الوقت الكافي لاستيعاب تعابيرها المشفرة، أو شيء من هذه المناظرات الكلامية المتقطعة التي لا تجدي نفعاً. لذلك، سيفضل المواطن المتعب الهروب إلى أمكنة الترفيه المتوافرة، أو في أفضل الأحوال، تكريس أوقات فراغه في خدمة قضية واضحة ذات هدف محدد كالاهتمام بالقضايا الانسانية في العالم الثالث، أو حماية البيئة أو المستهلك . . إلخ. لم يعد البعد السياسي، كما حددت معالمه فلسفة الأنوار، يدخل ضمن اهتمام المواطن اليومي، ولا يستطيع أن يكون كذلك.”


“من غار مظلم صغير،لايكاد يكفي رجلاً واحداً،في جبال مدينة كانت على هامش التاريخ،انطلقت تلك النهضة التي غيرت التاريخ!”


“الانتصار في معركة، والحصول على مكسب وقتي، والوصول إلى السلطة... هذه كلها ليست هي قضية التاريخ، ولا معركة التقدم البشري... بل هي عمومًا ليست من عوامل تحريك التاريخ إلى الأمام أو الخلف على نحو واضح وضخم... إن الانتصار في معركة قد لا يعني الهزيمة الحقيقية للأعداء، فحين لا تتوافر العوامل الحقيقية للنصر يصبح أي نصر مرحلي عملية تضليل، واستمرارًا للسير الخطأ، وتماديًا في طريق الوصول إلى الهزيمة الحقيقية. هكذا سار التاريخ في مراحل كثيرة من تطوراته: كان النصر بداية الهزيمة، وكانت الهزيمة بداية للنصر!وحين يصل إنسان ما إلى الحكم دون أن يكون مُعدًا إعدادًا حقيقيًا للقيادة، ودون أن يكون في مستوى أمته، يكون وصوله على هذا النحو هو المسمار الأخير الذي يُدق في نعش حياته وحياة الممثِّل لهم!”


“صرخ وينستون بصوت عال: "ولكن كيف تستطيعون منع الناس من تذكر الأشياء؟ إنه عمل لا إرادي حتى إن أحدا لا يمكنه أن يسيطر على ذاكرته, فكيف تستطيعون أنتم السيطرة على الذاكرة؟ إنكم لم تستطيعوا السيطرة على ذاكرتي"وبدت علامات التهجم على وجه أوبراين وقال:"بل على العكس , إنك أنت الذي عجزت عن السيطرة عليها, وهذا هو ما جاء بك إلى هنا, إنك هنا لأنك فشلت في الانصياع وفي فرض الانضباط الذاتي على نفسك, إنك لم تتقن عملية الخضوع التي هي ثمن التعقل, وإنما فضلت أن تكون مجنونا ووضعت نفسك ضمن أقلية مؤلفة من فرد واحد هو أنت.إن الواقع لا يراه إلا العقل المنضبط يا وينستون, إنك تؤمن بأن طبيعة الواقع طبيعة بديهية بذاتها, وعندما تضلل ذاتك وتوهمها أنك ترى شيئا ما, فإنك تفترض أن كل الآخرين يرون الشيء ذاته, ولكني أقول لك يا وينستون إن الواقع ليس له وجود خارجي, إن الواقع موجود في العقل البشري ولا يوجد في مكان سواه.إنه ليس موجودا في العقل الفردي الذي هو عرضة للوقوع في الأخطاء, كما أنه يفنى بفناء صاحبه, إنه لا يوجد إلا في عقل الحزب الذي يتسم بأنه جمعي وخالد.وما يعتبره الحزب حقيقة فهو الحقيقة التي لا مراء فيها, ومن المستحيل أن ترى الحقيقة إلا بالنظر من خلال عيني الحزب.تلك هي الحقيقة التي يجب أن تعلمها من جديد يا وينستون, وهذا يحتاج منك أن تدمر ذاتك وهو أمر يتطلب قوة الإرادة, يجب أن تذل نفسك وتقهرها حتى يمكنك أن تكون عاقلاً.”


“فلا يمكن تحصيل ملكة تغيير ما بالأنفس -كما لا يمكن تحصيل ملكة البيان والشعر- إلا بممارسة هذا الفن؛ وهو النظر في سنن المضين وما حدث للأمم من تغيير بطيء أو سريع خلال التاريخ. ونحن إلى الآن لا ندرس التاريخ على هذا الأساس أو القصد، وإن كان القرآن يلح علينا في ذلك.”


“إن الفن - بمعنى من المعاني - خارج من الزمان وخارج عن التاريخ. قد يكون له صعود وهبوط ، ولكن ليس له تطور ولا تاريخ بالمعنى العادي للمصطلح. ليس في الفن إحتواء للمعرفة أو الخبرة كما في العلم ، فمنذ العصر الحجري حتى اليوم ، لا ترى أي زيادة في القوة التعبيرية للفن تحققت عن طريق التطور.”