“في مصر ، من السهل أن يتعرض كل شيء للموت.”
“بشكل عام كل انسان في مصر مراقب, موضوع دوما تحت دائرة الشك, لا تلزم تهمة محددة للقبض عليه.”
“وهكذا اكتمل تحول الزمان ,كل الذين تخاذلوا صعدوا وسادوا !ــــــــــــــجملة مأخوذة من وسط السياق لكنها تصف بدقة نظام الحكم في مصر سنوات كثيرة ماضية.”
“لم يبق إلا قيراط واحد لكل الفلاحين في مصر. قيراط واحد للذين يزرعون في برودة الشتاء ويحصدون في قيظ الظهيرة ويبنون في كل أوان، ويعانون من السخرة والشظف والجوع في كل موسم. قيراط واحد لكل الذين أقاموا الحياة على ضفة النهر، فشربوا من مائه وفاض من عرقهم فيضانه، وقلبوا الأحجار ونقوا الطين، وأودعوا الأرض بذرة الخلق وسر القمح والشعير وأسماء الله الحسنى. قيراط واحد لكل الأطفال الذين ولدوا بلا حلم، والبنات اللاتي مضين دون عشق، والفواعلية الذين ماتوا بلا ثمن. للناس الذين يجمعون شتات أنفسهم بعد كل فيضان، وقاموا بالصلاة على موتاهم بعد كل وباء، ورحلوا للمدن فبنوا القصور الباذخة لسادتها، وعاشوا في قيعان الحواري الضيقة يواصلون صنع تمائم الحياة، ويترقبون – رغم كل شيء – بعث كل الأحلام الجميلة. قيراط واحد للزهرة والشعراء والفقراء والمغنين المجهولين والصنايعية والعشاق الصغار. قيراط واحد استطاعوا بأحلامهم الكبيرة وبانتظارهم الدائم للغد أن يجعلوه باتساع الكون الذي يمتد من حافة النهر حتى مدى الأفق.”
“في مصر ...تموت كثير من الأشياء دون سبب.”
“نحن جميعاً عرب ما بعد السقوط .. منذ أن تهاوت آخر معاقلنا في غرناطة وفي كل يوم تنفتح في جلودنا ثغرة جديدة. تسقط مدننا من الداخل قبل أن تنطلق المدافع. وقبل أن يفكر العدو في اقتحامها. كنا نأخذ الجزية فأصبحنا ندفعها، وكنا نشحذ السيوف فتركناها صدئة علي الجدران، وكنا نملك ناصية الخيل فهبطنا نسوسها. استباح الجميع أسوارنا فأصبحنا نعيش في مدن آيلة للسقوط.”