“ولقد ايقنت ان الغرام انما هو جنون شخصية المحب بشخصية محبوبهفيسقط العالم واحكامه ومذاهبه وينتفى الواقع الذى يجرى الناس عليهوتعود الحقائق لا تاتى من شئ فى هذه الدنيا الا بعد ان تمر على المحبوب لنجئ منه ويصبح هذا الكون العظيم كانه اطار فى عين مجنون لا يحمل شيئا الا الصورة التى جن بها”
“والحب ان كان حبا لم يكن الا عذابا فما هو الا تقديم البرهان من العاشق على قوة فعل الحقيقة التى فى المعشوقليس حال منه فى عذابه الا وهى دليل على شئ منها فى جبروتها”
“قالت مارية ان هذا والله لسر الهى يدل على نفسه فمن طبيعة الانسان الا تنبعث نفسه غير مباليه الحياة والموت الا فى احوال قليلة تكون طبيعة الانسان فيها عامياء كالغضب الاعمى الحب الاعمى التكبر الاعمى فاذا كانت هذه الامه الاسلاميه كما قلت منبعثه هذا الانبعاث ليس فيها الا الشعور بذاتيتها العالية فما بعد ذلك دليل ان هذا الدين هو شعور الانسان بسمو ذاتيته وهذه هى نهاية النهايات فى الفلسفه والحكمة”
“قل للناس ايها الامير !ان لقبى هذا انما هو تعبير عما كان لاجدادى من الحق فى قتل الناس وامتهانهم”
“ولمصر طبيعة خاصة فى الحسن فهى قد تهمل شيئآ فى جمال نسائها او تشعث منه وقد لا توفيه جهد محاسنها الرائعه ولكن متى نشا فيها جمال ينزع الى اصل اجنبى افرغت فيه سحرها افراغا وابت الا ان تكون الغالبه عليه وجعلته ايتها فى المقابله بينه فى طابعه المصرى وبين اصله فى طبيعه ارضه كائنة ما كانت تغار على سحرها ان يكون الا الاعلى”
“فلما قالو الله اكبر ارتعش قلب مارية وسالت الراهب ماذا يقولون ؟قال ان هذة كلمة يدخلون بها صلاتهم كانما يخاطبون بها الزمن انهم الساعة فى وقت ليس منه ولا من دنياهم وكانهم يعلنون انهم بين يدى من هو اكبر من الوجود فاذا اعلنوا انصرافهم عن الوقت ونزاع الوقت وشهوات الوقت فذلك هو دخولهم فى الصلاة كانهم يمحون الدنيا من النفس ساعة او بعض الساعة ومحوها من انفسهم هو ارتفاعهم بانفسهم عليها انظرى الا ترين هذة الكلمة قد سحرتهم سحرا فهم لا يلتفتون فى صلاتهم الى شئ وقد شملتهم السكينة ورجعوا غير ما كانوا وخشعو خشوع اعظم الفلاسفة فى تاملهم”
“ايها الناس انطلقوا فى الدنيا انطلاق الاطفال يوجدون حقيقتهم البريئه الضاحكة لا كما تصنعون اذ تنطلقون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة احرار حرية نشاط الكون ينبعث كالفوضى ولكن فى ادق النواميس يثيرون السخط بالضجيج والحركة فيكونون مع الناس على خلاف لانهم على وفاق مع الطبيعة تحتدم بينهم المعارك ولكن لا تتحطم فيها الا اللعب اما الكبار فيصنعون المدفع الضخم من الحديد للجسم اللين من العظم”