“لا أهدي هذا الكتاب إلى حبيبي الافتراضي ، بل أهديه إلى الشجرة التي تم قصّها ، ليصدر هذا الكتاب ؛وأهديه ، مع اعتذاري ، إلى الغابات في القارات عدّة ، التي تم قص أشجارٍ منها لتصدر كتبي إلى لغات أهلها ؛ وإلى الأشجار التي سيتم قصّها ما دمتُ على قيد الكتابة ...”
“الشرط الأول للحب الحقيقي هو التحرق إلى اللقاء .. هو السعي لتحقيق الطمأنينة .. إنه الدرب إلى الغاية لا الغاية نفسها .. يبلغ أوجه في اللحظة التي تسبق ثانية اللقاء وينطفئ بعدها بثوان ..”
“مع حبيبي الافتراضي أرحل على أجنحة " الويب " ، في كوكب بلا أشجار و لا عصافير و لا ذاكرة و لا أطفال ، لنشهد معا ً على انتحار القمر”
“تمر بك أيام تشعر فيها بان كل شيء يثقل على صدركالذين يحبونك والذين يكرهونك والذين يعرفونك والذين لا يعرفونكتشعر بالحاجة إلى أن تكون وحيدا كغيمةأن تعيد النظر بأشياء كثيرةأن تعود إلى ذاتك مشتاقا لتنبشها وتواجهها بعد طول هجر.أن تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك”
“لأني أحبك عاد الجنون يسكنني والفرح يشتعل في قارات روحي المنطفئة لأني أحبك عادت الألوان إلى الدنيابعد أن كانت سوداء ورماديةكالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...عاد الغناء إلى الحناجر والحقول وعاد قلبي إلى الركض في الغابات مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية....”
“كنت فأرة مكتبة . رقصت مع شياطين ميلتون وطفت بالجحيم مع دانتي وزحفت في أزقة باريس مع زولا وتهكمت مع فولتير وماذا بعد ؟ لا شيء ! لا شيء سوى أنني لم أجد الحقيقة التي تسندني ، تعيد خلقي ، تميزني ، تمنحني خصوصيتي في هذا الضياع الرحب !”
“هل هي بقية من لعنة الكمال؟ من تحرّقنا المبهم ورغبتنا اللاواعية في أن نكون شيئا مثاليا؟ تلك الرغبة التي تصطدم بالواقع في أيام مراهقتنا الأولى عندما نكتشف أنه محكوم علينا أن لا نكون إلا بشرا، لا نستطيع الارتقاء إلى مصاف الآلهة لنهرب من الموت، ولا نستطيع الهبوط إلى بهيمية الحيوانات لنتحرر من الألم.. نجرجر قيودهما في درب مظلمة البداية والنهاية”