“ألا إن سقوط أمتنا هذه لم يأت إلا من تعادي الصفات الإنسانية في أفرادها، فتَقطَّعَ ما بينهم، فهم أعداء في وطنهم، وإن كان اسمهم أهل وطنهم.”
“إن السعادة الإنسانية الصحيحة هي في العطاء دون الأخذ, فما المرءُ إلا ثمرةً تنضج بموادها, حتى إذا نضجتْ واحلوّت؛ كان مظهرَ كمالها ومنفعتها في الوجود أن تهبَ حلاوتها, فإذا هي أمسكت الحلاوة على نفسها ؛ لم يكن إلا هذه الحلاوةَ بعينها سببٌ في عفنها وفسادها من بعد. أفهمت؟”
“إن الإنسانية كالجيوش في المعركة، تقدمها مرتبط بسرعة أبطأ أفرادها.”
“لا أفهم كيف يكون لجميع مسئولي الدولة عين وهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية في نفس الوقت الذي قام الحزب الوطني بترشيح عدد قليل جداً من الأقباط فقط في مصر بحالها، إلا إذا كان مفهومهم للوحدة الوطنية هو أن يشعر الأقباط بالوحدة في وطنهم.”
“إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا.. وإن جامعات الغرب لم تعرف مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه.. إن أوروبا مَدينة للعرب بحضارتها.. وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين.. فهم الذين علموا الشعوب النصرانية، وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان.. ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبةً..”
“من الصعب حشر الإنسانية والفكر والدين والفن والسياسة والأدب في عربة واحدة.. فهم ليسوا على وفاق والجدل بينهم لا ينتهي”