“إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.ذلك أن الكيان العاطفى والعقلى للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات...فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهى آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه...وهذا شأن (... من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا)كما يقول الله عز وجل.وكلمة " فرط " ينبغى أن نتأمل فيها، فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها "فرطا".وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها ولم يربطها نظام ينسق شئونها، ويركز قواها أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها..والله عز وجل يهيب بالبشرـ قبيل كل صباح ـ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون فى فراشهم ليواجهوا- مع تحرك الفلك- يومهم الجديد.فى هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثر العالم فى سيره؟ كم مال مع الأثرة؟ كم اقترف من دنية؟ كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟ فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.”
“إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه, و تعهد حياته الخاصه و العامة بما يصونها من العلل و التفكك.و ذلك أن الكيان العاطفي و العقلي للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات و ضروب المغريات ...فإذا ترك لعوامل الهدم أن تنال منه فهي آتية عليه لا محالة, و عندئذ تنفرط المشاعر العاطفية و العقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه ...”
“والنفس الانسانية اذا تقطعت اواصرها ، ولم يربطها نظام ينسق شئونها ويركز قواها اصبحت مشاعرها وافكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها . ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس واحكام الرقابة عليها .”
“لابد أن يُتهم المرء بشئ فى حياته مادام متفاعلاً مع العالم الخارجى ... والأحمق أدنى إلى الشرف من النصاب على كل حال”
“إن رسالة الإنسان فى هذه الحياة تتطلب مزيدا من الدرس والتمحيص. ووظيفته العتيدة فى ذلكم العالم الرحب يجب أن تحدد وتبرز حتى يؤديها ببصر ووفاء، وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا فى زحام الحياة، وكان ينبغى أن يعمل ويكافح. أو عاش شاردا عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغى أن يشق طريقه على هدى مستقيم. والنظرة الأولى فى خلق آدم وبنيه كما ذكرها القرآن الكريم توضح كل شىء فى هذه الرسالة. لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشر جميعا فى هذه المرحلة من وجودهم ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلى مكانتهم على غيرهم من الكائنات. كم تساوى حفنة من التراب؟ لا شىء.”
“الحرية الحقيقية تحتمل ابداء كل رأى ونشر كل مذهب وترويج كل فكر. فى البلاد الحرة قد يجاهر الانسان بأن لا وطن له. ويطعن على شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم ويهزأ بالمبادئ التى تقوم عليها حياتهم العائلية والإجتماعية، يقول ويكتب ما شاء الله فى ذلك ولا يفكر أحد- ولو كان من الد خصومه فى الرأى- أن ينقص شيئا من احترامه لشخصه، متى كان قوله صادرا عن نية حسنة واعتقاد صحيح. كم من الزمن يمر على مصر قبل أن تبلغ هذه الدرجة من الحرية؟”