“ من المبادئ، نقتلعها لنضع مكانها مبادئ أخرى، فنستبدل مُثلاً عُليا جديدة بمُثلٍ كانت عُليا في أوانها ولم تعد كذلك، ولا ضير علينا في شيء من هذا، فأسلافنا قد صنعوا الصنيع نفسه: استبدلوا مبادئ بمبادئ، وأفكارًا بأفكار، ومُثلاً بمُثل، ولا نريد سوى أن نكون خير خلف لخير سلف".”
“إن العرب في حاضرهم إذا أرادوا أن يكونوا استمرارًا للعرب في ماضيهم، فلا يلزم عن ذلك أن ينقل الحاضرون عن الماضين كل ما اصطنعه هؤلاء الأسلاف من مبادئ، بل من حقهم أن يغيروا وأن يبدلوا كلما رأوا الفروض النظرية التي افترضها أسلافهم لم تعد تثمر لهم في حياتهم الثمرة المرجوة، كانت مبادئهم فروضًا فرضوها لأنفسهم لتصلح بها الحياة بظروفها الماضية، ثم تغيرت ظروف الحياة فلم يعد بد من تغير الفروض.”
“الأصل في الرمز هو أن يجئ لاحقاً لما يرمز له، إذ تعرض لنا حالة أو فكرة، نريد تمييزها مما قد يختلط بها من أشباهها أو أضدادها، فنبحث لها عن رمز يميزها، و الأغلب أن تكون الحالة المرموز لها مجردة، و أن يكون الرمز المميز لها شيئاً محسوساً يجسد خصائصها و معناها......و إذن فنقطة البدء الطبيعية في عملية الرمز هي اختلاجة النفس بحالة يراد التعبير عنها، ثم يتجه طريق السير من باطن إلى ظاهر، من حالة وجدانية داخلية إلى شئ محس في دنيا الأشياء الخارجية.. لكن هذا الترتيب الطبيعي -فيما نرى - قد انعكس أحياناً عند ابن عربي في ديوانه "ترجمان الأشواق" لأنه بمثابة من وجد نفسه أمام طائفة من الرموز المجسدة، و أراد أن يلتمس لها من الحياة الشعورية الداخلية ما يصلح أن يكون مرموزات لها. ـ(قيم من التراث)”
“من أهم ما يجب أن يتغير في نفوسنا .ذلك التطرف في العقيدة تطرفاً لا يسمح لصاحبه برؤية ما قد يكون عند أصحاب الاتجاهات الأخرى من حق”
“وجاءت حياتنا الفنية انعكاسا لهذه النظرة الشاملة، التي تعلي من شأن الخارج علي حساب الداخل فالمعيار يهبط عليك من علٍ ولا ينبثق من طويّتك، فكانت الأولوية في حياتنا الفنية كلها بوجه عام هي لسلامة الشكل لا لحيوية المضمون فالرسوم أشكال هندسية، والقصائد تفعيلات موزونة. وتسربت هذه "الشكلية" إلي مناشط الحياة جميعاً. فما دمت قد حافظت علي الشكل المقبول _عند القانون أو الشرع أو العرف_ فقد أديت واجبك، بغض النظر عما ينطوي عليه هذا الشكل من لباب الفعل نفسه وما يؤدي إليه من نتائج ضارة أو نافعة.”
“بين اليقظة الواعية في طرف ، و الموت البارد في طرف آخر ، هنالك حالات متدرجة من الغيبوبة و النعاس ، و سيأخذك العجب حين أزعم لك أن قلة ضئيلة من الناس هي اليقظانة الواعية ، و أما الكثرة الغالبة منهم ففي غيبوبة و نعاس ، في وجوههم أعين مفتوحة ، لكنها تنظر ولا ترى”
“أننا نريد مزيداً من حفظ القرآن لا لمحاربة الحضارة الأوروبية الجديدة ، ولكن لمزيد من المشاركة المنتجة في الحياة الجديدة وبناء الحضارة الإنسانية بصفة عامة.”