“أحاول أن أجس الذاكرة الممتدة على طول هذا العمر ..فلا يرتد لي نبض ولا صدى..سنواتي الأولى بلا ذاكرة ..وسنواتي المتأخرة بلا حلم .. !!”
“لم أراد أهلي أن يؤرخوا أعوامي الأولى .. تاركين عمري الأخير بلا ذاكرة ؟!”
“هنا شتاتي، بلا هيئة، و بلا شكل..أخربشه على حائط العشرين، قبل أن أغادره إلى الأبد”
“هدهدوا نومهم..لاتوقظوا هذا الليل، دعوه ينام وسط الظلام، وحيكوا حوله وعليه، قصصًا مرعبة، كي لايجرؤ أحد على الإقتراب منه.لاتوقظوا هذا البكاء .. لم ينم منذ ستة أسابيع، وما مات بعد، هو فقط أنهكه الدمع ويريد أن يستريح قليلًا قبل أن يستأنف تيهه.لاتوقظوا هذا الموت، فقد تجرعت منه مايكفي لأن أُبعث ثانية بأقل دهشة من الحياة..لاتوقظوا الذاكرة، دعوها تنام، ففيها مايتسع..لهاوية لاقرار لها!!”
“ونحن ياسيدى خائفون من أن يمضى العمر بنا بين محطات الانتظار لا يائسين فنمضى ولا تأتى الرسل ببشائر تشد من أزر آمالنا”
“أريد مكاناً ..!! موقنة من حاجتكم، إلى أن ترتاحو من (شري)، ليوم واحد على الأقل .. فامنحوني مكاناً لا باب له .. ولا نافذة”
“كل الوجوه.. مسافرة.. أو على شفا سفر..تلح بإصرار غريب على ترك مساحات الذاكرة نظيفة من غير أثر. كنت أظن أن وجهه هو الوحيد الذي تقاعدت ملامحه عن الظهور، حتى أدركتُ بأن الصناديق و الأشرطة السوداء لا تهدر بغير بياض صاخب.بعد محاولات منهكة، و فاشلة في إظهار تفاصيل تلاشت قبل أن توجد. تقلدت آلتي، و مضيت أحرث في دروب قحلت من خطاي منذ زمن بعيد.”