“شتان بين شعب ابتعد عن الدين ولكنه مازال يقدره ويقدر العلماء ، وشعب آخر تربى على اعتبار الدين من التقاليد القديمة التى قد تُعظم تعظيماً رمزياً كأى أثر تاريخى”
“الفرق بين كلمات شعب وشعب آخر ، هو الفرق بين آلامهما .”
“قد يرفض علماء الدين أحياناً التكلّم في السياسة .. مثل رأيهم في معاهدة كامب ديفيد .. ويبدو أن الدين والسياسة - في نظرهم - لا ينفصلان إلا عندما يكون السؤال محرجاً ..وقد يبدو الإمتناع عن الخوض في السياسة نوعاً من الحرص على المنصب والجاه ، ولكنه يمثّل - علاوة على ذلك - تأييداً باطنياً عميقاً ..”
“سيحل الناس الدفاع عن القتل والإيذاء بدعوى الدفاع عن الدين ودفاع العقيدة حيناً ، وبدعوى الدفاع عن الوطن والنفس حيناً آخر ، آلا فاحذروا الأمرين ، إن من حمل السلاح أو آذى الناس دفاعاً عن الدين فقد وضع الدين فوق الله الذى يأمر بالحب لا بالقتل”
“يجب أن لا نظن أننا قد ننجو من خطر السجن الذي تفرضه علينا عاداتنا التفكيرية بمجرد التخلي عن عاداتنا التفكيرية القديمة التي هي في أكثرها عين عادات الآخرين، ثم الشروع في اتخاذ عادات تفكيرية جديدة.والذين لهم أفكار مغايرة للخط المستقيم المتبع في أمور الدين والتقاليد المتعارف عليها يواجهون خطراً مماثلاً بغلق عقولهم في وجه الحقائق الجديدة بسبب استمرار أثر عاداتهم التفكيرية القديمة. وهو خطر يعادل الخطر الذي يتعرض له الملتزمون بالخط المستقيم في أمور الدين والمتمسكون بالعرف والتقاليد..وهم أيضاً في حاجة من وقت إلى آخر إلى صدمات تعتري عاداتهم التفكيرية وتخرجهم عنها حتى يظلوا محتفظين بالمرونة في عقولهم.”
“أوربا كانت منقسمة دينياً، ليس بين مسيحيين ومسلمين، ولكن بين المسيحيين أنفسهم، يشهد على ذلك الصراع الكاثوليكى البروتستانتى، لكنها الآن قادرة أن تستوعب كل الأديان. كيف حدث ذلك؟ حتى القرن السادس عشر كانت أوربا تعيش حالة من التداخل بين السياسى والدينى، الروحى والمادى، وكانت سلطة الكنيسة روحية ومادية فى الوقت نفسه، لذلك كان من الطبيعى أن يحدث الانقسام والصراع الدينى والمذهبى، لكن مع نمو البرجوازيات الأوربية، وفتح الأبواب أمام العلمانية وتحييد الدين، أصبحت أوربا قادرة على استيعاب الكل، وتحييد الدين مسألة مختلفة تماماً عن إلغاء الدين، العلمانية لا تلغى الدين، يُخطئ من يعتقد ذلك، لأن أحداً لا يستطيع إلغاء الدين، لكن فقط تحييده بمعنى أن التشريعات التى تحكم الناس فى المجتمع تكون مستمدة من أعراف وضعية وليس نصوص دينية.”