“ما أشقى المحبين! يمشون كما يمشي الناس ويأكلون كما يأكلون, ولكنهم يعيشون في دنيا لا يعرفها الناس ولا يصلون إليها, تضيق الدنيا بالمحب إذا جفاه محبوبه, حتى ليكاد يختنق فيها على سعتها, ويجد في العش الضيق الذي يلجأ إليه مع محبوبه دنيا واسعة, ويتألم المحب في اللذائذ إذا لم يذقها معه من يحب .. والطبيعة الجميلة سواد في عين المحب قاتم إذا لم تنرها مقلتا المحبوب.”
“ومن الناس من يسأل دائماً عن حكمة الشرع في كل أمر ونهي , كأنهم لايطيعون إلا إذا عرفوا الحكمة , وللشرع حكمة لاشك فيها , ولكنها قد تبدو لنا , بالنص أو بالاستنباط , وقد تخفى علينا , أفنعصي ربنا إذا لم تظهر حكمة شرعه لنا؟”
“ما في الحب شيء !! ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته”
“إن البشر يكدّون ويسعون، ويسيرون في صحراء الحياة، وقيد نواظرهم كواكب ثلاث، هي هدفهم وإليها المسير، ومنها الهدي وهي السراج المنير، وهي الحقيقة والخير والجمال، وإن كوكب الجمال أزهاها وأبهاها، إن خفي صاحباه عن بعض الناس فما يخفى على أحد، وإن قصرت عن دركهما عيون فهو ملء كل عين، والجمال بعد أُسّ الحقائق وأصل الفضائل، فلولا جمال الخير ما دعا إليه المصلحون. وهل ينازع في تفضيل الجمال إنسان؟ هل في الدنيا من يؤثر الدمنة المقفرة على الجنة المزهرة؟ والعجوز الشوهاء على الصبية الحسناء؟ والأسمال البالية على الحلل الغالية؟فكيف يكون فيها من يكره الشعر، وهو جمال القول، وفتنة الكلام؟ وهو لغة القلب فمن لم يفهمه لم يكن من ذوي القلوب. وهو صورة النفس، فمن لم يجد فيه صورته لم يكن إلا جمادًا. وهو حديث الذكريات والآمال، فمن لم يذكر ماضيًا، ولم يرج مستقبلًا، ولم يعرف من نفسه لذة ولا ألمًا، فليس بإنسان.”
“كيف نفهم المرأة عندنا هذه الحقيقة؟ كيف نقنعها بأن الإسلام أعطاها من الحق. وأولادها من التكرمة، ما لم تنل مثله المرأة الأوربيه أو الأمريكية، وأنه صانها عن الابتذال، ولم يكلفها العمل والكسب؟كيف؟ أنا أقول لكم: كيف! بالفعل لا بالقول، بأن نعاملها المعاملة التي يرتضيها لنا ديننا، بأن نعتبر الخيّر فينا، من كان يعامل امرأته وبناته بالخير، أن تكون المرأة المسلمة اليوم. كما كانت في صدر الإسلام؛ اقرؤوا إذا كنتم لا تعرفون، تروا أنها لم تكن تعامل كما يعامل كثير منا نساءهم.”
“من الذي يصف لذائذك النفسية وآلامك، وبؤسك ونعماءك؟ لن يصورها اللغويون ولا الفقهاء ولا المحدثون، ولا الأطباء ولا المهندسون. كل أولئك يعيشون مع الجسد والعقل، محبوسين في معقلهما، لا يسرحون في فضاء الأحلام، ولا يوغلون في أودية القلب، ولا يلجّون عالم النفس... فمن هم أهل القلوب؟إنهم الشعراء يا سيدي، وهذا هو الشعر!”
“وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة، حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائمآ في أنه معهم وأنه يراهم ويسمعهم...هنالكتصير الآلام في الله..لذةوالجوع في الله..صحةوالموت..هو الحياة السرمدية الخالدةهنالك لايبالي الإنسان ألا يكون معه أحد! لأنه يكون مع الله”