“و أحقر ما سمعته في أعقاب هذه الهزائم -هزائم العرب في حروبهم مع إسرائيل- تعليل الهزيمة بأي شيء إلاّ ضعف العقيده و الخلق، و ما ينشأعن ضعف العقيده و الخلق من فوضى في وضع الخطط و ترتيب الرجال و نسيان الله و الحرمان من توفيقه و تأييده...و ضربت كفاً على كف و أنا أسمع الرفيق نور الدين الأتاسي يقول: "إن سبب الهزيمه هو عدم التطبيق الكامل للإشتراكيه.." و يوم يقع قياد العرب في أيدي ساسة من هذا الطراز فهيهات أن ينجح لهم قصد أو تعلو لهم رايه و لله في خلقه شؤون..و أعرف أن هناك من يعترض تفكيري هذا و يستنكره، إنّه الصنف المسكين الذي تخرج وفق البرامج الدراسيه التي خلفها الإستعمار في بلادنا..قال لي أحد هؤلاء:" تريد حربا دينيه؟ إن هذا اللّون من الحروب انتهى مع العصور الوسطى، سيروا مع الزمن و اطلبوا حربا تحريريه معقوله..!"و قلت لمحدثي:"إنني لا أطلب حربا دينيه، إنه قد فرضت علي حرب دينيه أتسمع؟ أن الدولة التي تسمت باسم نبي قديم و ألغت كل القوميات الحديثه، و صهرت يهود اليمن مع يهود نيويورك في أخوة دينيه شامله، و ألهبت المشاعر الدينيه عند النصارى المؤمنين بالعهد القديم، و حركت ذكرياتهم الصليبيه الدفينه ليهجموا على المسلمين معها، هذه الدوله تعلن علينا أي نوع من الحروب ايها الذكي؟حرب أكل و شرب؟ حرب رياضه و تسليه؟ حرب مجد شخصي لملك مغرور؟ إنّها حرب دينيه فرضت علينا! و لابد أن نواجهها راضين أو كارهين!و إقصاء الدين -و هو في جبهتنا الإسلام - معناه هلاك الأبد..فقلت له:"إنّ الحرب الدينيه عنوان كريه بالمفهوم الذي تعارف عليه الغربيون، لأن هذه الحرب في تفكيرهم و في تاريخهم كانت تثار لفتنة الناس عن معتقداتهم بقوة السلاح، أو لتغليب مذهب على آخر و إدخال الناس فيه كرها..و هذا المفهوم السيء للحروب الدينيه لا نعرفه فب ماضينا و لا في حاضرنا، و مع هذا لماذا يوصف دفاعنا عن ديننا و أرضنا و تاريخنا و مقدساتنا بأنّه حرب دينيه رجعيه؟؟ و لماذا سكتت أبواق الدعاية الغربيه و الشرقيه عن هجوم إسرائيل علينا، و وجهها الديني ليس موضع جدال...”

محمد الغزالي

محمد الغزالي - “و أحقر ما سمعته في أعقاب هذه الهزائم...” 1

Similar quotes

“و أوصى [الإسلامٍ] بالبر و الإحسان بين المواطنين و إن اختلفت عقائدهم و أديانهم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم) الممتحنة. كما أوصى بإنصاف الذميين و حسن معاملتهم: (لهم ما لنا و عليهم ما علينا). نعلم كل هذا فلا ندعو إلا فرقة عنصرية، و لا إلى عصبية طائفية. و لكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا و لا نساوم في سبيلها على عقيدتنا و لا نهدر من أجلها مصالح المسلمين، و إنما نشتريها بالحق و الإنصاف و العدالة و كفى.”

حسن البنا
Read more

“و الخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط ( و قد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الأردن) هش الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور، و ترك النساء. و هو انحراف في الفطرة شنيع. فقد برأ الله الذكر و الأنثى؛ و فطر كلاً منهما على الميل إلى صاحبه لتحقيق حكمته و مشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل، الذي يتم باجتماع الذكر و الأنثى. فكان هذا الميل طرفاً من الناموس الكوني العام، الذي يجعل كل من في الكون و كل ما في الكون في حالة تناسق و تعاون على إنفاذ المشيئة المدبرة لهذا الوجود. فأما إتيان الذكور الذكور فلا يرمي إلى هدف، و لا يحقق غاية، و لا يتمشى مع فطرة هذا الكون و قانونه. و عجيب أن يجد فيه أحد لذة. و اللذة التي يجدها الذكر و الأنثى في التقائهما إن هي إلا وسيلة الفطرة لتحقيق المشيئة. فالانحراف عن ناموس الكون واضح في فعل قوم لوط. و من ثم لم يكن بد أن يرجعوا عن هذا الانحراف أو أن يهلكوا، لخروجهم من ركب الحياة، و من موكب الفطرة، و لتعريهم من حكمة وجودهم، و هي امتداد الحياة بهم عن طريق التزاوج و التوالد.”

سيد قطب
Read more

“إن الحق في هذا القرآن لبين؛ و إن حجة هذا الدين لواضحة، فما يتخلف عنه أحد يعلمه إلا أن يكون الهوى هو الذي يصده. و إنهما لطريقان لا ثالث لهما: إما إخلاص للحق و خلوص من الهوى، و عندئذ لا بد من الإيمان و التسليم. و إما مماراة في الحق و اتباع للهوى فهو التكذيب و الشقاق. و لا حجة من غموض في العقيدة، أو ضعف في الحجة، أو نقص في الدليل. كما يدعي أصحاب الهوى المغرضون.”

سيد قطب
Read more

“و تعلّم المسلمون من هذا أن تقرير ما قُرر أو تبديل ما بُدّل إنما يتبع في الإسلام منهجاً مزدوجاً من تشريع و توجيه: فلو اقتصر الأمر على التشريع وحده لما ظهرت الحكمة في تقرير أشياء و تغيير أشياء، و لو اقتصر الأمر على التوجيه وحده لعاشت الأمة الإسلامية بقلوبها و نياتها عالةً على الشرائع الماضية، و التقاليد الخالية، و لكن الإسلام جمع و نسّق، و اختار و هذب، و جعل شريعة السماء تلتقي مع مدارك الإنسان (فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم، و لكن أكثر الناس لا يعلمون.)”

صبحي الصالح
Read more

“لا تتطابق الأكثريّة و الأقلّيّة في الدولة الديمقراطيّة مع الأكثريّة و الأقلّيّة الإثنيّة,بل تبقى أكثريّة و أقلّيّة رأي و موقف و مصلحة و برنامج في إطار تنافس على إدارة و تمثيل المجتمع ككلّ,و ليس في إطار تنافس على تمثيل طائفة أو عشيرة. و لا مجال للحديث عن تسامح "نحن" مع "هم" في هذه الحالة,كأن جزءا من المواطنين يملك الدولة بسبب هويته الدينيّة أو العشائريّة أو حتى القوميّة....و كأنّ الآخرين هم مجرّد رعايا أو ضيوف”

عزمي بشارة
Read more