“من زعم أن "الموجود" هو ما تناوله الحس دون غيره كذَّبه الحس نفسه وقامت الحجة عليه من العيون والأنوف والآذان فضلاً عن البصائر والعقول.ففي الكون مجال "للوعي الكوني" أوسع من مجال الحواس والملكات.”
“وإن محمداً باعث الإيمان إلى القلوب ، لقد كان يجدد إيمانه كما يجدد عجبه كل يوم ... حركة متجددة في الحس وفي الفكر وفي الضمير .فلا انقطاع عن الحس للعبادة كل الانقطاع ، ولا انقطاع عن الحس للتفكير كل الانقطاع .. وإنما هو تفكير من ينتظره العمل ، وليس بتفكير من ترك العمل ليوغل في الفروض ومذاهب الاحتمال والتشكيك : ثلث أيامه لربه وثلثها لأهله ، وثلثها لنفسه . وما كان في فراغه لنفسه ولا لأهله شئُ يخرجه عن معنى عبادة الله والاتصال به ، على نحو من التعميم .”
“من المحقق أن الصلة بين الكون وموجوداته ماثلة في جميع الموجودات، ومن المحقق أن "الوعي" لا يخلو من ترجمان لهذه الصلة لا يحصره العقل.لأنه سابق له محيط به سابق عليه.”
“إننا نكبُر بالليل جداً يا صاح. إن الليل هو عالم النفس، وأما النهار فهو عالم العيون والأسماع والأبدان .. اننا بالنهار جزء صغير من العالم الواسع الكبير، ولكن العالم الواسع الكبير جزء من مدركاتنا حين ننظر إليه بالليل، وهو في غمرة السبات أو في غمرة الظلام. ذلك النجم البعيد الذي تلمحه بالليل هو منظور من منظوراتك ووجود منفرد بك أمام وجودك. ذلك الصمت السابغ على الكون هو شيء لك أنت وحدك رهين بما تملأه به من خيالك وفكرك، ومن ضميرك وشعورك.تلك المدينة الصاخبة التي نضيع فيها إذا أضاءتها الشمس هي شبح مسحور يلقيه رصد الليل تحت عينيك، وهي ضائعة كلها إذا لم تأخذها في حوزة نفسك، ومجال بصرك. [...] أنت عالم النفس بالليل، كأنما توازن وحدك عالم الأنظار والأبدان وأنت تشمل الدنيا بالليل وهي تشملك بالنهار. وأنت في حضرة أعظم من حضرة الحس حين لا حس يشغلك عن عالم السريرة .. أنت في حضرة الخالق حين لا تكون في حضرة المخلوقات.”
“من الجائز أن يكون الزمن نفسه متعدد الابعاد فيتلاقى فيه شيء من الحاضر وشيء من الماضي وشيء من المستقبل في بعض تلك الابعاد”
“السبب في الحقيقة أنه لا سبب هناك السبب هو الحيرة الملحاح التي تستحثنا إلى كل عمل مستطاع دون أن نستوضح أنفسنا عن علة معقولة أو نتيجة مأمولة، وكل من حار هذه الحيرة يوماً ًيذكر أنه فعل شيئًا لا علة له ولا هو يقبل التعليل.”
“مليءُ القلب من ثقةٍ وحبٍبريءُ الصدرِ من حسدٍ وحقدِأراحَ الحاسدين، فإن تحدَّواله فضلاً، أعانَ على التحديإذا اقتتلوا على الجدوى، رماهمبقولِ أبي علاءٍ: غيرُ مُجدِ”