“إن الذين يسكنون المدينة ينسون أهلهم الذين يسكنون في القرى و في مجاهل الريف، يتجاهلون وجودهم، انفصام تام يحدث بين الأهل، و بين الآباء و الأبناء فتقطع صلات القربى و الدم، و يذهب كل فريق إلى حاله. فريق يعيش في مصيدة الريف و فريق يعيش في مصيدة المدينة”
“و كل الجفاف الذي يشعر به سكان الشمال في اللهجة الصعيدية، مرجعه إلى أنهم لا يحسنون نطق هذه اللهجة.. فتبدو إذا حاولوا تقليدها منفردة متكسرة.. تمام كما تتلف رشاقة اللغة الفرنسية على لسان من يجهل طريقة النطق بها.”
“نحن أبناء المدينة عندما نواجه مجتمعاً آخر، غير المجتمع الذي اعتدنا عليه، نحوله في رؤوسنا إلى وهم، أو قصة أو فيلم أو أسطورة”
“هناك بعض البشر الذين يتركون في حياتنا ذكريات طيبة و جميلة, و من الصعب أن ننساهم، و تتحول مشاعرنا معهم إلى نوع من الاعتزاز و التقدير, و لا يستطيع الإنسان أن ينساهم و لو حاول فسوف يفشل حتمًا ..و قد يرى البعض بل الكثير أن ذلك خيانة و عدم وفاء، و أنا أرى ذلك نوعًا من الإخلاص للعمر و ليس في ذلك خيانة روح أو غلطة ضمير .. لإن استرجاع الماضي حق هام من حقوق الإنسان ما دام لا ينعكس على سلوكه و واقعه تجاه الآخرين .. إن الماضي خاص بي وحدي و ذكرياتي تراث أصيل في حياتي .. و خزانتي الخاصة جدًا بي و أنا رجل أحب الخصوصية .. إن ذكرياتنا تزورنا أحيانًا و تلقي علينا ظلالها و تمنحنا كثيرًا من الدفء و قليلاً من الابتسامة إذا اشتد علينا صقيع الواقع ..”
“و سأشم بعد ذلك رائحة عفن تتصاعد من داخلي ...رائحة ضمير ميت!”
“أحلم بالجري على شواطئ الإسكندرية دون ملل .. دون أن تحاصرني أصوات السيارات و الأتوبيسات و الكتل الخرسانية التي تختنق كل شيء حولنا .. أحلم أن أرى الحب في عيون حبيبتي، و ألا أفتح عينيّ على دموعها .. أحلم أن أقرأ في الصحف أن العالم القبيح أدرك قيمة الحب و جعله دستور كل دولة .. أحلم بأن نملك قلوبًا أكثر حبًا و عقولاً أكثر تسامحًا و أقلامًا أكثر تقدمًا .. أحلم بأن نعيش حبًا في حب .. فقد يمتلك الإنسان أرصدة العالم أجمع، يشترى بها كل شيء ما عدا الحب .. قد يملك الإنسان كل الأشياء و يعجز عن شراء قلب، و لا يستطيع الوصول إلى قلب امرأة أحبها و لم تحبه و أرادها و هى لا تريده، فما أروع أن تجتمع الإرادتان في لحظة إحساس راقٍ تساوي أرصدة العالم أجمع ..”
“منذ وقعت عيناي علي السطور الاولي احسست بأني انتقل الي عالم غريب ...عالم بعيد عن الواقع ...فية خيال واحلام...فهذه طريقتنا نحن ابناء المدينة عندما نواجة مجتمعا اخر ,غير المجتمع الذي اعتدنا علية .نحولة في الحال في رؤوسنا الي وهم ,او قصة اوفيلم او اسطورة "فتحي غانم ,رواية الجبل..علي لسان بطل الرواية المحقق الذي يحقق في قضية نقل احدي قري الصعيد من الجبل الي القرية النموذجية ..”