“اننا نعيش في عالم أصبحنا غرباء فيه، لم نعد نعرف كيف نتصرف لأننا نسينا كل شيء عن أنفسنا وعن ماضينا. نتذكر أننا كنا في وقت مضى قوة فاعلة فوق هذه الأرض وانتصرنا على غيرنا وحكمنا نصف المعمور حتى خاف منا الداني والقاصي.. ولكن لم نعد ندرك الأسباب الملموسة التي كانت وراء انتصارات خالد وقتيبة وعمرو وموسى وطارق، ولا حتى يوسف وصلاح الدين.. كل ذلك بهت واختلط فعاد لغزا من الألغاز، ذهب سره باختفاء أصحابه.”
“لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها !!؟ هل لأننا شُعوب تعشق أحزانها ؟ أم لأننا من كثرة ما اعتدنا من الخوف أصبحنا نخاف على كل شيء ، ومن أي شيء !حتى أوقات سعادتنا نخشى عليها من النهاية !”
“أذكر كلمات أليس وأحاول أن أتخيل ما حدث، فأكتشف ثقوباً في الحكاية. كل الحكايات بها ملآنة بالثقوب. لم نعد نعرف أن نروي الحكايات، لم نعد نعرف شيئاً.”
“نحن ألفنا رائحة الجهل حتى اننا لم نعد نشتمها بعد اليوم !”
“عبر تاريخ طويل مررنا بهزائم و انكسارات , تركت آثارها فينا , بل حفرت داخلنا أخاديد جعلتنا نقنع بأقل القليل .. بل لا نطمح إلا بأقل القليل ..و هكذا فهمنا كل شيء من زاويته الأضيق.. و الأدنى .. و لم نعد نتوقع من أنفسنا إلا ما هو متدن و رديء فقدنا احترامنا لأنفسنا و تدنى تقويمنا لها و لإمكانياتنا .. لم نعد نتوقع من أنفسنا أي شيء إيجابي كما سيفعل شخص أدمن الهزيمة و صارت هويته اللصيقة به .لم نعد نرضى بأوساط الحلول فحسب .. بل صرنا نرضى بالفتات .. بل نطالب بالفتات .. نفاوض من أجل الفتات .. بل ما هو دون الفتات ..في كل شيء... حتى فيما نتوقعه من الصلاة.”
“لماذا لم نعد نعرف أبدا أية فرحة حقيقية و لا حتى إي سكينة حقيقية؟ هل تعرف كيف صدر الأمر بحرماننا من السعادة؟”