“فمثلما كان الأمر دائما إبان حكم المماليك والولاةالعثمانيين ظلت أفعال هتك أعراض أبناءالبلد من الأمور المعتادة ومقاومتها لا تُفهم إلا على أنها تمرد يستوجب العقاب،والعقاب هو قتل الرجال بلا رحمة وسبي النساءواسترقاق الغلمان والفسق بهم ،إذ لا قضاء ولا قضاةوحتى إذا كان القضاة موجودين فإن العقاب يتقرر قبل إجراء المحاكمات”
“فما دام الدين هو جمله أ وامر ونواهِِ ،فإن هذه الأخيرة لا تصبح قانوناً ملزماً للإنسان، دونما طمع في الثواب أو خوف من العقاب، في الدنيا أو في الآخره، إلا إذا صدرت عن قوة داخلية في الإنسان يقررها عقله، قوة "الأمر المطلق"...ليس هذا وحسب، بل إن وجود"الأمر المطلق" في الإنسان دليل على أنه حر الإرادة.و إذا كان العقل النظري لايستطيع أن يبرهن على حرية الإرادة لدى الإنسان،فإن العقل العملي يتخذها مسلمة له، مثلها مثل وجود الله وخلود الروح.”
“مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخبا، ولا يهمه العاري إلا إذا كان امرأة”
“إذا كان من الممكن استلام السلطة بالوعود ، فإن المحافظة عليها لا تكون إلا بالنتائج”
“وللصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من حكم الكلمات.. وله إشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل والتأثير..والمحب الصامت يستطيع أن ينقل لغته وحبه إلى الآخر.. إذا كان الآخر على نفس المستوى من رهافة الحس-وإذا كان هو الآخر قادراً على السمع بلا أذن والكلام بلا نطق”
“فـكل ما خرج عن القسم الخاص بتبليغ الرسالة الدينية , من السنة النبوية , فليس بدين وإنما هو سياسة , على العقل المسلم أن يتناول موضوعاتها ابتداء بالنظر والاجتهاد دونما تقيد بما روى فيها من النصوص والمأثورات , فقط عليه أن يتلزم المبادىء الحاكمة للنظر في هذه الأمور ومقاصد الشريعة فيها , فإن كان الأمر قضاء كان المعيار هو : البينة واليمين .. وإن كان الأمر سياسة كان المعيار هو تحقيق المصلحة للأمة ودفع الضرر والضرار عن الجماهير المسلمين”