“وليس عجباً أخيراً بعد أن تحولت المرأة من موضوع للخلق المباشر يوحي باستقلال شخصيتها مثل آدم إلى مجرد تابع من توابعه أو ضلع من أضلاعه، أن تتحول ضمن البوتقة الخاضعة لتأثير الثقافة اليهودية المسيحية الآفلة من مُخاطَب كفء للتلقي عن ربها على قدم المساواة مع زوجها "اسكن أنت وزوجك الجنة.. وكلا منها رغداً حيث شئتما.. ولا تقربا هذه الشجرة" "قالا ربنا إننا ظلمنا أنفسنا" أن تتحول ضمن نفس البوتقة إلى مصدر وحيد للإغواء والفتنة وأحبولة للشيطان”
“ليس في الاسلام مايبرر إقصاء نصف المجتمع الإسلامي عن دائرة المشاركة والفعل في الشؤون العامه بل ان ذلك من الظلم للاسلام ولامته قبل أن يكون ظلما للمرأة ذاتها، لانه على قدر ماتنمو مشاركة المرأه في الحياه العامه على قدر مايزداد وعيها بالعالم وقدرتها على السيطره عليه، ولا سيبل الى ذلك من غير ازالة العوائق الفكرية والعمليه من طريق مشاركتها في الشؤون العامه والارتقاء بوعيها بالاسلام والعالم. نحن اذن مع حق المرآه الذي قد يرتفع احيانا الى مستوى الواجب في مشاركتها في الحياه السياسيه على اساس المساواة الكاملة غير المنقوصه في اطار احترام اخلاقيات الاسلام ، فانما التفاضل بالكفاءة والخلق والجهد لا بالجنس او اللون .”
“فبأي مستمسك يستمسك غاصبوا المرأة حقها المشاركة في إدارة الشؤون العامه في كل المستويات؟ ليس لهم من مستمسك غير التقليد، وليتهم قلدو الاباء في عصورهم لذهبيه، عصور تحرر العقل وانطلاق الأمه، اذا لكانوا اهدى سبيلا، ولقرأوا عند شيخ المفسرين ابن جرير الطبري والامام ابي حنيفه وابن حزم الاندلسي انهم قد اجازوا للمرأة لا مجرد المشاركة في الانتخاب او الانتماء الى الاحزاب او القيام ببعض وظائف الدولة كالوزارة بل قد أجازوا لها تولي القضاء وهو من الولايات العامة التي تقاس شروط الأمامه عليها.إن رصيد التقليد والجمود والمحافظه وسدّ الذرائع والتحذير من مشاركة المرأة وتغليب جانب الحذر منها وتوقع الفساد والفتنة منها (اي تغليب فكرة المرأة الجسد الفتان على فكرة المرأة الانسان شقيقة الرجل في الخلافة عن الله ورسوله وعن الأمة وهي جوهر الاسلام "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليا بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ،”
“وإذا كان من حق بل من واجب المسلم أن يعرض دعوته على مواطنه غير المسلم، فإن لهذا الأخير الحق نفسه، وإذا كان هناك من خشية على إيمان المسلمين، فليس أمام هؤلاء من علاج إلا التعمق في إيمانهم، أو نشدان ذلك من سؤال علمائهم، وأنه مع التقدم الحديث لوسائل الاتصال، لن يكون من الممكن الاحتجاب والعزلة التامة، فالمناقشات المضادة سوف تصل بأية وسيلة، وأسلوب الحماية الوحيد ضد أية مناقشة هو تقديم مناقشة أخرى أفضل وأكثر تقلاً وصحة”
“ولا يزال شعوري بالصدمة حاضرا إذ داهم البوليس غرفتي في الفندق خلال زيارتيلواحد من أهم بلاد العرب إن لم يكن أهمها. وفي ساعة متأخرة من الليل اقتادوني إلى زنزانة حجز فيالمطار، وكانت سعادتي كبرى في صبيحة اليوم الموالي، إذ وضعوني على متن طائرة متجهة إلى بلد أوروبيوليس إلى بلدي، كان اهم سؤال استبد بذهني طوال الخمس ساعات من الرحلة : أين ( دار الإسلام)التي حدثنا عنها الفقهاء وقالوا عنها : إا البلاد التي يأمن فيها المسلم على نفسه ودينه وماله وعرضه؟كيف أخرج من قلب ( دار الإسلام) ويدفع بي إلى قلب (دار الكفر) حيث تحقق لي الأمن الشرعي علىالضرورات الخمس المعروفة؟”
“لقد بدا لي واضحا أن الديموقراطية مثلا ليست مفهوماً بسيطاً، كما يظن، وأنها ولئن قدمت مفاهيم للحرية وأجهزة لتجسيدها وترشيح الإجماع في مجتمع قومي محدود، ويمكن وصفها في الجملة بأنها "لا بأس بها" أو هي أقل الموجود سوءاً فهي ابعد ما تكون عن الكمال والخير المطلق , إنها لا تعدو كونها ممكناً من الممكنات , غير أنها ليست بحال العدو المتربص بالإسلام الذي يجب التوقي منه وتعبئة المسلمين لمواجهته كما يزعم بعض الغيورين ضحايا الاستبداد والذين بدل أن يتجهوا إلى جذر البلاء في الأمة ومرد ماهو يه من شقاء أخطأوا التقدير وصوبوا سهامهم إلى غير عدو , ملحين في رفض الديمقراطية وكأنها معروضة عليهم صبحاً وعشيا !! بينما المعروض على هؤللاء المسكين بل المفروض عليهم هو فقط الاستبداد تسجيناً وتشريداً وتكميماً للأفواه وعدواناً مبرمجاً على الكرامة”
“ليست الدولة الإسلامية مجرد حارس للحدود أو شرطياً للدفاع عن مصالح فئوية، وإنما وظيفتها الرئيسية إقامة العدل، وأبسط معاني العدل الذي لا معني للعدل بدونه توفير حد الكفاف للجميع كخطوة لتحقيق الكفاية، وإلى أن يتوفر ذلك الحد المتقوم بغذاء وسكن وكساء ودواء فلا حرمة لمال، بل تستباح الأموال الخاصة والعامة في سبيل ذلك، ولو أدى الأمر إلى قتال المانعين لأنهم بغاة , وليس العمل الأول للدولة تقديم الهبات للمحتاجين كلا، وإنما توفير الأعمال”