“أصعب ما على النفوس تغيير مألوف”

“مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا,"أولاً"لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة.و "ثانياً"لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين,حين نيأس من قدرتنا على جهلها,و نشك ثم نشك ثم نرى اّخر الأمر أن الشك أصعب و أقسى من مواجهة الحقيقة و الصبر عليها.و "ثالثاً" لأننا إذا عرفناها ففى الغالب أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات,و ليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت..فالموت نفسه لا صعوبة فيه لولا أنه يغير ما تعودناه,و فراق الموتى لا يحزننا لولا أنه تغيير عادة أو عادات كثيرة.”

“ليس أصعب ولا أعضل في الحقيقة من التغلب على عرف ترتبط به مصالح السيادة وغباوة الدهماء وتراث الاجداد والآباء!”

“وإذا كان العقل الإنساني لا ينفي بالدليل المقنع وجود العقل الأبدي فليس له أن يجزم باستحالة شيء مما يستطيعه ذلك العقل الأبدي من العلم بالأبد كله، أو من القدرة على الإيحاء به إلى من يشاء أو من القدرة على خوارق العادات، لأن الخوارق بالنسبة إليه كالعادات ،ولأن التغيير عنده كالإنشاء والإبداع، إذ ليست قدرته على تغيير ما حدث دون قدرته على الخلق الأول مرة في زمن بعيد أو زمن قريب”

“لبيك يا بحرُ من داعٍ نطوفُ بهظمأى، فنروى، ولم تعذب مساقيهيا أشبه الخَلق بالمولى وقدرتهلولا جلالته عن كل تشبيهتنضو الحياة على شطّيك ما لبستفي ساحة العيش من غشٍ وتمويهيا بحرُ أذكرتني بحرَ الحياة ومايجيش ما بين ماضيه وآتيهوالمرء يسبح فيه منذ مولدهسبحًا يقربه مما يحاشيهوكم تمنى به الخيرات معجلةًفكان عادي المنايا في تمنيهلبيك يا بحرُ من وهّاب أعطيةٍالدرُّ أبخسُ ما تهدي أياديهيعطي النفوس ويرويها وينعشهافإنما هي ذخرٌ من غواليه”

“أكثر غوامض التاريخ يخلقها المؤرخون، لأنهم ينظرون إلى التاريخ كأنه حسبة أرقام لإحصاء السنين والأيام، أو كأنه أطلس مواقع ومعالم، أو كأنه سجل حوادث وأنباء، ولو أنهم واجهوه على قاعدة واحدة، وهي أنه وصف نفوس إنسانية وأن حوادثه وأنباءه ومعالمه ومواقعه وكل ما يحسب فيه من السنين والأيام إنما هو تبع لوصف النفوس الإنسانية، لما بقى فيه غموض، أو بقى فيه الغموض الذي يغمض علينا لسبب مجهول.”

“خلاصة ما أصف به الثقافة أنها هى ترويض الوظائف الإنسانية على استيفاء نصيبها من الحياة الفضلى”