“..ﺃﻣﺎﺭﺱ ﻫﻮﺍﻳﺎﺗﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ..ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﻔﺢ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ..ﺃﺟﻮﺏ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ، ﺷﻮﻗﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ..ﻭﺍﻧﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺤﻂ ﺍﻟﻨﻈﺮ..فأﺭﺍﻙ ﺃﻧﻴﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺃﻟﻴﻤﺔ ..ﻭﺃﺭﺍﻙ ﺣﻨﻴﻨﺎ ﺑﻘﻄﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ”
“ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻲّ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻚ.. ﻗﺮﺑﻚ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻑﺀ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻭﺑﺎﻋﺚٌ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻡ.. ﻗﺮﺑﻚ ﺗﺄﻣﻞٌ ﻭﺃﻣﻞ.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ، ﺑﻞ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺰﻝ.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﻄﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻻ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻯ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ، ﺑﻞ ﺃﻧﺘﻈﺮﻙ.”
“ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﻣﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻏﻠﻴﻈﺔ, ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ , ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ , ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺒﺮﺍً ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ”
“ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ٬ ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺟﺮﺛﻮﻣﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪ٬ ﻭﻳﺮﺗﻘﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﻓﻴﻊ٬ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ٬ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ. ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺧﺴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ٬ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﺐ ﺍﻟﻐﻞ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﺑﻞ ﻳﻈﻞ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻰ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺒﺲ ﺍﻟﻐﻞ ﻓﻲ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻳﺘﻠﻤﺴﻮﻥ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻟﻪ ﻓﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻌﻬﻢ ؛ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻏﻮﺍ ﻭﺍﺯﺑﺪﻭﺍ٬ ﻭﺁﺫﻭﺍ ﻭﺃﻓﺴﺪﻭﺍ . ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﻗﺎﻝ: ”ﺃﻻ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮﺍﺭﻛﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺷﺮﺍﺭﻛﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺰﻝ ﻭﺣﺪﺓ٬ ﻭﻳﺠﻠﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺭﻓﺪﻩ. ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﻭﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ. ﻗﺎﻝ ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳُﻘﻴﻠﻮﻥ ﻋﺜﺮﺓ٬ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻣﻌﺬﺭﺓ٬ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮﻭﻥ ﺫﻧﺒﺎ٬ ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻻ ﻳُﺮﺟﻰ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺷﺮﻩ ” . ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻷﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﻠﺘﻪ ﻭﺗﻔﺘﻀﺢ ﺳﻮﺃﺗﻪ٬ ﻭﻻ ﻏﺮﻭ٬ ﻓﻤﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ٬ ﺣﺘﻰ ﻓﻰ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ٬ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ !ﻭﺃﻥ ﺫﻭﻯ ﺍﻟﻤﺮﻭءﺍﺕ ﻳﺘﻨﺰﻫﻮﻥ ﻋﻨﻪ ! ﻗﺎﻝ ﻋﻨﺘﺮﺓ: ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺗﺐ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺫﺍﺋﻞ ﺭﻫﱠﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ . ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ٬ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻰ ﺍﻟﺤﻘﺪ . ﻓﺎﻻﻓﺘﺮﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎء ﺟﺮﻳﻤﺔ٬ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ٬ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ٬ ﻭﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﻳﻦ٬ ﻋﺪﱠﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺭ.”
“ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻫﻘﻨﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓﺭﺑﻤﺎ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ..ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻦ أﻭﺟﻪ ﺍﻟﻐﺎﺩﻳﻦ ﻭﺍﻵﺗﻴﻦ أﺳﺘﺮﻕ ﺍﻟﺘﺒﺴﻢ أﺳﺘﻌﻴﺪ ﺗﻮﺍﺯﻧﻲ ﻗﺴﺮﺍ ..ﺃﺿﻤﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻟﻘﺎﻙ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ أحﺘﺎﻝ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ.ى ﺃﺭﺟﺌﻬﺎ ﻟﺪﻳﻚ ، ﻭأﺳﻜﺖ ﺍﻷﺷﺠﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺗﺠيء.. أﺧﻨﻖ ﻋﺒﺮﺗﻲ ﺑﻴﺪﻱﻣﺎ ﻛﻠﻔﺘﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ!!ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻛﻢ ﺃﻛﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻴﻚﻛﻢ ﺃﻟﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﻖ ﺍﻟﻤﺬﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺀ..ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ .. ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ .. ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ!”
“ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳُﺜﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ٬ ﻭﻻ ﻳﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪ ﻭﻃﻰ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﺐ. ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺇﻃﺮﺍﺋﻪ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻤﺎﺩﺣﻴﻪ : ”ﻻ ﺗﻄﺮﻭﻧﻰ ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ! ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ . ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ” . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻳﺘﻤﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﻳﺼﻮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮﻟﺔ٬ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ٬ ﻓﻴﻜﻴﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎء ﺟﺰﺍﻓﺎ ﻭﻳﻬﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ٬ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﻳﻦ٬ ﻭﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎء ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻳﻦ٬ ﺍﺑﺘﻐﺎء ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻧﺎﺏ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ٬ ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻤﻄﺎﺭﺩﺗﻬﻢ٬ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﺰﻭﻳﺮﻫﻢ٬ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻋﻔﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺰﻯ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ. ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ”ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻧﺤﺜﻮﺍ ﻓﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ”. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﺮﺍﺡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻫﻨﺎ ”ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ٬ ﻳﺴﺘﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ٬ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ـ ﺗﺮﻏﻴﺒﺎ ﻓﻰ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ٬ ﻭﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍء ﺑﻪ ـ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﺪﺍﺡ.”ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ٬ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ٬ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻤﺪﻭﺣﻪ٬ ﻓﻼﻳُﺰﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎء٬ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ. ﻓـ ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﺃﺛﻨﻰ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ٬ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ”ﻭﻳﺤﻚ ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻨﻖ ﺻﺎﺣﺒﻚ ـ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ـ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺩﺣﺎ ﺃﺧﺎﻩ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺃﺣﺴﺐ ﻓﻼﻧﺎ ـ ﻭﺍﷲ ﺣﺴﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﻳُﺰﻛﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﺣﺪٌ ـ ﺃﺣﺴﺐ ﻓﻼﻧﺎ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ٬ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ”