“أحلم بالجري على شواطئ الإسكندرية دون ملل .. دون أن تحاصرني أصوات السيارات و الأتوبيسات و الكتل الخرسانية التي تختنق كل شيء حولنا .. أحلم أن أرى الحب في عيون حبيبتي، و ألا أفتح عينيّ على دموعها .. أحلم أن أقرأ في الصحف أن العالم القبيح أدرك قيمة الحب و جعله دستور كل دولة .. أحلم بأن نملك قلوبًا أكثر حبًا و عقولاً أكثر تسامحًا و أقلامًا أكثر تقدمًا .. أحلم بأن نعيش حبًا في حب .. فقد يمتلك الإنسان أرصدة العالم أجمع، يشترى بها كل شيء ما عدا الحب .. قد يملك الإنسان كل الأشياء و يعجز عن شراء قلب، و لا يستطيع الوصول إلى قلب امرأة أحبها و لم تحبه و أرادها و هى لا تريده، فما أروع أن تجتمع الإرادتان في لحظة إحساس راقٍ تساوي أرصدة العالم أجمع ..”
“هناك بعض البشر الذين يتركون في حياتنا ذكريات طيبة و جميلة, و من الصعب أن ننساهم، و تتحول مشاعرنا معهم إلى نوع من الاعتزاز و التقدير, و لا يستطيع الإنسان أن ينساهم و لو حاول فسوف يفشل حتمًا ..و قد يرى البعض بل الكثير أن ذلك خيانة و عدم وفاء، و أنا أرى ذلك نوعًا من الإخلاص للعمر و ليس في ذلك خيانة روح أو غلطة ضمير .. لإن استرجاع الماضي حق هام من حقوق الإنسان ما دام لا ينعكس على سلوكه و واقعه تجاه الآخرين .. إن الماضي خاص بي وحدي و ذكرياتي تراث أصيل في حياتي .. و خزانتي الخاصة جدًا بي و أنا رجل أحب الخصوصية .. إن ذكرياتنا تزورنا أحيانًا و تلقي علينا ظلالها و تمنحنا كثيرًا من الدفء و قليلاً من الابتسامة إذا اشتد علينا صقيع الواقع ..”
“عيناك نافذتان على حلم لا يجيء. و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم.”
“كل الأشياء الجميلة ليست بعمرها,و كل لحظات السعادة ليست بأطولها,و الشهب تضئ ثم تسقط.”
“الإسلام لا يأبى أن نقتبس النافع و أن نأخذ الحكمة أنى وجدناها، و لكنه يأبى كل الإباء أن نتشبه في كل شيء بمن ليسوا من دين الله على شيء، و أن نطرح عقائده و فرائضه و حدوده و أحكامه، لنجري وراء قوم فتنتهم الدنيا و استهوتهم الشياطين.”
“في الحقيقه ان الإدعاء بأننا يمكننا أن ندرك كل شيء خطأ جسيم.حيث إننا أدركنا في الوقت الحاضر أن ما نعلمه و ندركه من الأمور ليس إلا بعضاً يسيراً, و يمكن أن نبصر بالمقدار نفسه أيضاً. و هذا يعني أن العالم الذي ندركه و نشاهده لا يُعدُ شيئاً بالنسبه لما لا ندرك و لا نبصر.”
“لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفترا , يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه , لا أن يتكب ماذا طبخ و ماذا أكل , و لا كم ربح و كم أنفق , فما أريد قائمة مطعم , و لا حساب مصرف . بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار , و ما اعتلج في نفسه من عواطف , و أثر ما رأى و سمع في نفسه , لا ليطبعها و ينشرها , فما كل الناس من أهل الادب و النشر , و لكن ليجد فيها يوما نفسه التي فقدها ..”