“يرن فى الجو لفظ "الشجاعة"فتعمى الأبصار،ويتلوه "الشرف" فتصم الآذان، ويعقبه "الوطن" فتلغى العقول،واذا الشعب بأكمله قطيع من جرذان عمى صم لا يفقهون،لأن بعض الكلمات الفارغة قد قرعت الآذان،هكذا كان كل من سبقنى من الفراعنة يوجهون سياستهم بالكلام للكلام،دون أن يعنى أحدهم بالمعنى و اللب،فلم يسأل فرعون منهم نفسه مرة:ما هى الشجاعةو ما الشرف و ما الوطن؟،بل كانت جميعها عندهم مترادفات لكلمة واحدة هى الحرب،فالشجاعة هى الحرب و الشرف هو الحرب و الوطن هو الحرب،ثم لم يسأل واحد منهم نفسه عن معنى الحرب،فهى عندهم الشجاعة و الشرف و الوطن للا سؤال،وهكذا تتم حلقات الدائرة المشئومة التى طالما نكبت العالم فى الماضى،وستظل تنكبه فى المستقبل،ولن تستطيع البشرية خلاصا من ويلاتهاما فتئت بجهلها صريعة الألفاظ الرنانة الخاوية.”
“لم يكن الموت ما يخفيها , لم يعد الموت يخفيها .. من هى؟.. قطرة فى بحر, و البحر مواج بها و من غيرها. وان ماتت فهى واحدة من الآلاف الذين ماتو.. وان عاشت فهى واحدة من الملايين الذين اغتصبوا حقهم فى الحياة, لا, ليس هو الموت ما يخفيها, و لا العدو الذى يستتر خلف سور المطار, أن عدوها الرئيسى يرقد هنا, فى أعماقها : ضعفها.”
“إن للتضحية فى سبيل الواجب لذة ، و للحرمان فى سبيل الشرف لذة ، إن الحياة بغير القيم المعنوية هى حياة تافهة لا معنى لها”
“اما الجناح العسكرى فقد عبر عن نفسه بتاسيس جمعية سرية هى جمعية مصر الفتاة . على اثر الفشل فى الحرب المصرية الحبشية ..و قد عبر خلها الظباط العائدون عن سخطهم بتاسيس هذه الجمعية التى انضم اليها ... احمد عرابى و على فهمى ..”
“هناك شرف أبعد من شرف الجسد...هناك شرف أكبر من الشرف ...و صيانه اللسان من قول الجهل ...مفتاح فى طريق الشرف الانبل ”
“آن لنا أن نُدخل على فهمنا لمعنى الوطنية تغييراً جذرياً يؤدى بنا إلى أن نُدرك أن الوطنية ليست مجرد الاعتزاز بالوطن و التفاخر بمحامده و إعلان مزاياه و مناقبه، بل الوطنية الصحيحة؛ هى الرؤية الواضحة الواعية لحقيقة الأحوال و الأوضاع، خيرها و شرها، حسنها و قبيحها. ليس هذا فحسب، بل إن الجزء الأثمن من الوطنية هو الذي يدرك النقائص و العيوب و يعترف بها بها اعترافاً صادقاً أميناً. هذا هو الجزء الأكبر نفعاً، و هو الذي يحتاج إلى نصيب أهعظم من الشجاعة و التضحية، فهو أكبر دليل على صدق الرغبة فى خدمة الوطن و نفعه ،،،”
“الظلم نوعان: ظلم التعسف و ظلم الحرمان. و الظلم الذى اصله العنف و القسوة قد يكون من بواعث انتفاض الجماعات و ثورتهم و تخلصهم من عوامل الفناء التى تحيط بالبلاد المظلومة، و لكن الظلم بالحرمان يترك الجماعة كالمشلولة، لا حول لها و لا قوة، لا يحفزها شىء إلى الخروج مما هى فيه. فمن أمثلة الظلم بالعسف- و هو لا يقضى على الأمم- النظام الذى كان قائما فى فرنسا قبل الثورة الفرنسية. و من أمثلة الظلم بالحرمان الدولة العثمانية، فقد عانت أمراض الحرمان حتى ماتت..”