“وأعلم أن الوفاء على المحب أوجب منه على المحبوب وشرطه له ألزم، لأن المحب هو البادئ باللصوق والتعرض لعقد الأذمة والقاصد لتأكيد المودة والمستدعى صحة العشرة، ولا أول في عدد طلاب الأصفياء، والسابق في ابتغاء اللذة باكتساب الخلة، والمقيد نفسه بزمام المحبة قد عقلها بأوثق عقال وخطمها بأشد خطام، فمن قسره على هذا كله إن لم يرد إتمامه؟ ومن أجبره على استجلاب المقة وإن لم ينو ختمها بالوفاء لمن أراده عليها؟ والمحبوب إنما هو مجلوب إليه ومقصود نحوه ومخير في القبول أو الترك فإن قبل فغاية الرجاء، وإن أبى فغير مستحق للذم. وليس التعرض للوصل والإلحاح فيه والتأني لكل ما يستجلب به من الموافقة وتصفية الحضرة والمغيب من الوفاء في شيء فحظ نفسه أراد الطالب، وفي سروره سعى وله احتطب.”
“فإن كل لذة الحب، وإن أروع ما في سحره، أنه لا يدعنا نحيا فيما حولنا من العالم، بل في شخص جميل ليس فيه إلا معاني أنفسنا الجميلة وحدها، ومن ثم يصلنا العشق من جمال الحبيب بجمال الكون، وينشئ لنا في هذا العمر الإنساني المحدود ساعات إلهية خالدة، تشعر المحب أن في نفسه القوة المالئة هذا الكون على سعته”
“الكتابة لم تكن هواية أمارسها في وقت الفراغ !بل كانت كالرغبات الحادة التي لانقدر على مقاومتها ! ولا نجيد السيطرة عليها !وإن كانت تنهكنا على الرغم من اللذة .”
“لا تحزن على من جعلك أضحوكة بتهمة الوفاء، لا تحزن على من أشعرك بأن طيبتك غباء أمام خبثه لا تحزن على من كان يعني لك الجميع، واكتشفت انك لا شيء لا تحزن على من استأمنته بكل شيء، وكان أول ما فرط به هو "أنت" لا تحزن على من عرف نقاط ضعفك و تفنن في إسقاطك لا تحزن،لم تخسره فقد كسبت نفسك أمامه ابتسم فأنت لم تخسر شيء.”
“إنني أشد الناس رثاء للكتاب و الشعراء و الأدباء و أصحاب الفن الجميل عامة .. فحظوظهم سيئة في حياتهم وقلما ينصفهم التاريخ بعد مماتهم فهم يثيرون في نفوس الأحياء أنواعا من الحقد و ضروبا من الضغينة .. هذا ينفس عليهم لأنه لم يوفق إلى حظهم من الإجادة و لم يظفر بمثل ما ظفروا به من إعجاب الناس و كان خليقا أو كان يجد في نفسه خليقا بالإجادة و الإعجاب . و هذا يتنكر لهم لأن الحسد قد ركب في طبعه و لأن غريزته قد فطرت على الشر و حب الأذى . و هذا يتنقصهم لأنه لم يفهمهم أو لم يذقهم و لأن فنهم لم يقع من قلبه موقع الرضىو لم ينزل من نفسه منزل الموافقة.”
“إن كل من عرفته في حياتي يهنئ نفسه على شيئ ، ولكن سعيد الحظ حقا هو من يتوفر فيه بالفعل ما يهنئ نفسه عليه.”