“كانت سحب سوداء، معلقة فوق المدينة القابعة في وهدة تحيط بها الجبال من كل الجهات، وعند الإطلال على المدينة بدت مناراتها العالية تطاول السحب وتخترقها غازية السماء. بقع المياه الراكدة في الشوارع تحولت إلى مرايا لماعة. بيوت المدينة النائمة في ظلال حدائقها استقبلت القافلة بابتسامة حمراء.”
“كانت قمم الروابي العالية، تتلفع بمسوح حمراء من أشعة الشمس الأرجوانية، فيما كانت تلقي بظلالها الداكنة على السهول والمنخفضات، فيبتلعها الليل قبل الأوان.”
“إن مئات الخطايا الصغيرة التي نرتكبها بسهولة ويسر في المدينة ضد أنفسنا وضد الآخرين تتراكم على قلوبنا وعقولنا ثم تتكثف ضبابا يغشى عيوننا وأقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء. فالمدينة زحام، والزحام فوضى وتنافس وهمجية. ولكنهم في الصحراء قلة، والخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها، ويصبح ضبابها على النفس أشد كثافة وثقلا، بينما تحتاج دروب الحياة في الصحراء إلى بصيرة صافية نفاذة لتجنب أخطارها. إن الفضائل تمنحهم قدرة على الصفاء، فيمتلكون حسا غريزيا مشبعا بالطمأنينة، يضيء في عقل البدوي حين يضيع منه الطريق في رمال الصحراء الساخنة الناعمة فيهتدي في طريقه، وتجعل قلبه يدق له إنذارا بالخطر وهو نائم في ليل الصحراء السحري حينما يقترب من جسده عقرب أو ثعبان.”
“في الأيام الأولى كان خائفًا وغريبًا ومذهولاً، داخل المدينة الخارجة حديثًا من ليل الاستعمار الطويل. المدينة التي تحولت إلى مصيدة وسوق لأنبياء الشرق والتعريب القادمين مطالع الشمس المحمدية.”
“الخروج إلى الشارع دخول في المدينة”
“إنّ مئات الخطايا التي نرتكبها بسهولة و يسر في المدينة ضد انفسنا و ضد الأخرين ...تتراكم على عقولنا و قلوبنا ثمّ تتكشف ضباباً يغشي عيوننا و أقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء, فالمدينة زحام و الزحام فوضى و تنافس و همجية و لكنهم في الصحراء قلة و الخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها”
“عن أخطائهم عن خسائري عن أشجار الدمع وعصافير العدم عن قمر صغير من الصلصال الأسود عن المدينة المبعثرة في في مرايا المطر عن آخر خرائطها في خطوط كفي تحدثني الأوراق في حفيف خافتلا يقود إلى أفق ..”