“فعلا، أنا أكثر أنانية- وربما أذكى قليلا- من الذين أدخل معهم في علاقات: شخص مهووس بنفسي وعندي قابلية على الضجر تجعلني أتصرف بطريقة تغيظ، وربما من المستحيل أن يكون الشخص الذي معي سعيدا... عندي قابلية على العزلة واحتقارا دفنا للناس، بالذات في أمورهم الإجتماعية....إني أريد أن أكون كما أنا طوال الوقت بغض النظر عن السياق، ولأني لست مستعدا للتنازل أو التواؤم دائما ما أعاني النتائج...”
“يومها كلمتني عن خيباتي الأتفه أيضا: تقاعسي عن التواصل مع عدد كاف من الأصدقاء، فشلي في قبول عيوب الآخرين، رعبي الدائم من أن أضيّع وقتي وعاطفتي على شيء أو شخص لا يستحق... ثم قابليتي المروعة على التخلص من الأشياء.”
“نظرية الطرشي في ممارسة الحياة، باختصار: بدلا من أن تأكل الشيء، تعكف على أن تخلله.”
“عندما يصبح الناس جسوﺭﺍًﹰ، يصبحوﻥ ﺃيضاًﹰ عراقيل. ﺍلذين يعبرﻭﻥ فوﻕ من ﺃحبوهم ﺇلى حيث يرون شيئا يتطلعون إليه، هؤلاء أكثر مَن يجدون في ﺍلمحبة سلاسل تقيّد تقدمهم ﺃﻭ صعودهم، حتى عندما تكون ﺍلمحبة في خدمة أغرﺍضهم ﺍلمباشرﺓ. ﻭمثل تاﺭيخ الإنسانية بحسب ﺍلرﻭاية ﺍلماﺭكسية، تظل حياتهم محكومة بالحركة إلى الأمام في خط مستقيم. الذين يكرهون أنفسهم لأنهم عبروا فوق من أحبوهم ثم لم يجدﻭﺍ شيئا على الجانب الثاني أو لم يكفِهم ما حصلوا عليه بالعبور، هؤلاء أول من يكونون على استعداد لقطع الطريق على عابر جديد.ﹰ”
“.. يبدأ الزحف من فوق كتلة العربات المرقطة بالمشاة كأنها يوم القيامة. فأتذكر طلوع الميتين من قبورهم والتعبير الدارج "أنا طلعان ميتيني" وأحس أن الدنيا كلها طلعان ميتينها فأطمئن...”
“فلا ينبغي التركيز - إذن - على عبقرية فرد موهوب تبعثه العناية الإلهية ليملأ الأرض عدلا كما مُلئت ظلما وجورا، أو يجدد للناس دينهم الذين انحرفوا عن صراطه فقها أو عملا. وقد كتبتُ بحثا ضافيا في حديث أبي داود الذي يرِد على كثير من الألسنة والأقلام: "أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" وهو حديث صحيح، ولكن معظم الشراح مالوا إلى أن "مَن" في قوله "مَن يجدد" للمفرد، وظلوا يبحثون لكل مائة سنة عن مفرد علم مشهور بعلمه وفضله ليكون هو مجدد القرن. والذي انتهيت إليه أن "مَن" تصلح للجمع كما تصلح للمفرد، بل هي في الحديث أولى أن يراد بها الجمع، فليس بالضرورة أن يكون المجدد فردا واحدا، بل قد يكون جماعة لها كيانها الواحد - أو قد تكون متفرقة في البلدان - كل واحد فيها قائم على ثغرة يحرسها، في ميادين الفكر أو العمل أو الدعوة أو التربية أو الجهاد أو غيرها. وبهذا يكون سؤال المسلم: ما دوري في حركة التجديد؟ بدل أن يكون كل همه أن يسأل: متى يظهر المجدد؟”
“وهنا ينبغي أن يعامل كل إنسان في حدود مرتبته، فمن الناس من لا يُنكر عليه الوقوع في الشبهات، لأنه غارق في المحرمات وربما في كبائرها، والعياذ بالله. كما يجب أن تظل الشبهة الشرعية في رتبتها الشرعية، ولا نرفعها إلى رتبة الحرام الصريح أو المقطوع به. فإن من أخطر الأمور: تذويب الحدود بين مراتب الأحكام الشرعية، مع ما جعل الشارع بينها من فروق في النتائج والآثار.”