“هونوا عليكم ، فإن للمؤمن ظنين : ظنا بنفسه ، وظنا بربه ، فأما ظنه بالنفس فينبغي أن ينزل بها دون جمحاتها ولا يفتأ ينزل ، فإذا رأى لنفسه أنها لم تعمل شيئا أوجب عليها أن تعمل ،فلا يزال دائما يدفعها ، وكلما أكثرت من الخير قال لها : أكثري . وكلما قلت من الشر قال لها : أقلي . ولا يزال هذا دأبه ما بقي ، وأما الظن بالله فينبغي أن يعلوا به فوق الفترات والعلل والآثام ، ولا يزال يعلوا ، فإن عند الله ظن عبده به ، إن خيرا فله وإن شرا فله”
“إن الإسلام أمر المسلم أن يتفاءل و يتوقع الأفضل ففي الحديث: (أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، و إن ظن بي شراً فله.) ففي هذا الحديث المعجز جرعة إيجابية نفسية مذهلة. إنه يقول لك باختصار، إذا أبقيت آمالك مشرعة، و نفسيتك منشرحة، و مزاجك إيجابياً، و توقعاتك طيبة فإن الله تعالى سيكافئك جزاء هذا العمل القلبي - و هو حسن الظن بالله - أن ييسر الخير لك، و يحوله إلى واقع في حياتك.”
“إن هذا اللسان مفتاح كل خير و شر فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه و فضته فإن رسول الله (ص) قال رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه ثم قال ع لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه”
“إن الإنسان لا يرائي بحب الطعام الجيد أو الطعام المفيد، انه يحبه في السر كما يحبه في العلانية، وإنه ليبذل فيه ثمنه وإن غلا ويجلبه من مكانه وإن بعد وإنه ليكتفي به ويحسبه جزاء حسنا ولا ينتظر عليه المثوبة أو الشكران من أحد لأنه يتناوله لنفسه ولا يتناوله مرضاة لغيره.وهكذا طعام العقل أو طعام الروح حيثما عرفت الروح ما يصلح لها وما يليق بها من طعام، انها لا تستريح بغيره ولا تتوانى عن طلبه ولا تنتظر المثوبة أو الشكر لأنها تختار غذاءها فتحسن اختياره ولا ترضى بما دونه. وإنما من المهم أن تعرف هذا الغذاء فإذا هي عرفته فلا باعث لها إلى الخير أقوى من الشوق إليه ولا وازع لها ولا عقوبة تخشاها في سبيله أوجع من فواته والحرمان منه.”
“كما جعل (الله) أهل طاعته أكرم خلقه عليه, و أهل معصيته أهون خلقه عليه...وكلما عمل (العبد) طاعة ارتفع بها درجة, ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين”
“لافائدة من نزال الزمن.. لقد أرادت مصرُ من قبلُ محاربةَ الزمن بالشباب، فلم يكن في مصر تمثال واحد يمثّل الهرم والشيخوخة كما قال لي يوماً قائد جند عاد من مصر، كل صورةٍ فيها هي للشباب من آلهة ورجال وحيوان.. كل شيءٍ شاب. ولكن الزمن قتل مصر وهي شابة وماتزال ولن تزال.. ولن يزال الزمنُ ينزل بها الموت كلما شاء، وكلما كُتب عليها أن تموت..”