“ففى حين صدمتنى هذه الطريقة وأنا شاب فى سنك، فإنى تقبلتها ساعتها باعتبار أن هذه هى حقائق الحياة وما عداها أحلام الصِّبا. تَعوَّدت عليها وقبِلتُها مثلما يقبَل الأطفال حقائق الحياة إذ يكبرون: أن السنَّة التى تسقط ليست للجاموسة ولا التى تأتى من العروسة، وأن أنف الكذاب لا يفضحه، بل غالبا ما ينجو بكذبته ويدفع الصادقون الثمن، وأن كونك على حق لا يضمن نجاتك من العقاب، وأن بابا نويل غير موجود أصلا، فضلا عن متابعته سلوكك طول العام وإتيانك بالهدايا إن أحسنت. مثلما نتقبل خيبات آمال الطفولة والصبا، تعلمت تقبُّل حقائق حياة الكبار التى وخزت عينى وضميرى وقلبى أول مرة رأيتها فى مكتب الرئيس.”
“إن هذه الملايين من البشر المهجورين المطرودين من وليمة الحياة، يتزاحمون ويتصادمون فى ظلمات الأقبية التى دفعهم إليها إخواتهم الكبار، فهم يقرعون بالتلمس بابا ما، ويبحثون عن مخرج ما، حتى لا يختنقوا فى الكهف المظلم”
“الإسلام يكره أولئك الذين يعيشون فى الدنيا أذنابا ٬ تغلب عليهم طبائع الزُّلفى والتهافت على خيرات الآخرين ٬ ويحبون أن يكونوا فى هذه الحياة كالثعالب التى تقتات من فضلات الأسود .إن المسلم أكبر من أن يربط كيانه بغيره على هذا النحو الوضيع ٬ بل يجب أن ينأى عن مواطن الهُون ٬وأن يضرب فى فجاج الأرض يبتغى العزةوالكرامة”
“كرسيٌّ من قش لا يُشعله الحنينوحيد بقدر ما فى البحر من زرقة وجثث.كان من الممكن أن يكون آخر :فزَّاع طيورٍ فى حقل ما ...لكنَّ اليدَ التى صنعتهُفرضت هذه الهيئةهذه الحياة .”
“من حقائق الحياة - المؤلمة للكسولين - أن المرء لا يحصل على ما يريده، وإنما على ما يستحقه.”
“واستنباط حكم ما من أحكام الإسلام ٬ ليس سبيله أن نعثر على نص من النصوص ٬ فنطير به ونبنى عليه القصور. كلا. فلا بد لتقرير حكم ما ٬ أن نرجع إلى جميع النصوص التى وردت فى موضوعه ٬ وأن نفهم روح الإسلام العامة ٬ التى يصدر عنها قوانينه ٬ وأن ندرك أسوار التشريع وحكمه ٬ التى يناط التشريع ببقائها. ثم لنا بعدئذ أن نقارن وأن نرجح عند تعارض الأدلة ٬ ما ينقدح فى أذهاننا ترجيحه”