“المخالطة تكرس البعد الإنساني الذي يحتاجه الخطاب الدعوي ليكون أقرب إلى الواقعية والفطرة، وتلمُس حاجات الناس، واستحضار أعذارهم وظروفهم وأسباب ما هم فيه، بدلا من النظر في المثالي المتجرد من لمسة المعايشة والحياة.”
“إن من خير ما يقدمه الدعاة للناس: أن يعرّفوهم سعة الرحمة الإلهية ويَحدوهم إليها ويفتحوا لهم أبواب الطمع والرجاء فيها لئلا تزل بهم القدم إلى مهيع اليأس والقنوط ، فيندفعون وراء المغريات وأسباب الضعف غير عابئين بما يترتب على ذلك من فساد القلب وظلمة النفس .”
“لعلّ توظيف الإعلام الحر، والفضاء الإلكتروني والتواصل الإنساني، لإشاعة القيم الإنسانية، ونشر النموذج الصادق بالحجّة اللسانية البينّة، وبالقدوة الإنسانية الصادقة، هو جزء من مفهوم (الفتح) الذي يظن الكثير من الناس أنه النصر العسكري فحسب. ومالنصر العسكري إلا وسيلة وأداة من أدواته التي تتغير حسب ظروف الزمان والمكان.”
“إن النفس المشغولة بالبحث عن عثرات الناس وجمعها ومحاصرتهم بها , نفس مريضة ولابد , والنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله , ومن ظلم المرء لنفسه أن يختصر الآخرين في زلات محدودة , فإن النفس البشرية فيها من العمق والاتساع والتنوع , ما يجعل كل إنسان فيه جوانب من الخير لو فُعّلت واسُتخرجت ووّظفت , لكان من ورائها خير كثير”
“إنه ليس من أمانة العلم أو الديانة أن أجعل ما رزقني الله به من القرآن أو الحديث وسيلة لكسب معركة مع آخرين , وأن أتعززّ به ضدهم , وأن أشيح النظر عما يحدثه هذا في نفوس كثير من الضعفاء وقليلي المعرفة بالنصوص أن ينكروا النص وهو صحيح , أو يسبوا أو يبغضوا”
“إنه الطبع الإنساني في المواقف الصعبة، أن يستحضر المأزوم أحوال الناس بإزاءه، وكأنه ينتظر تغير الحال ليكافئ هذا وذاك”
“ليس ثمة أكثر تعبا في الحياة من مثل هذا الإحساس، أن تشعر أنك في ميدان معركة ترقب حركات الآخرين وترصدها بحذر وتحمّلها أكثر مما تحتمل من الدلالات، وتحترس من الناس بسوء الظن”