“المخالطة تكرس البعد الإنساني الذي يحتاجه الخطاب الدعوي ليكون أقرب إلى الواقعية والفطرة، وتلمُس حاجات الناس، واستحضار أعذارهم وظروفهم وأسباب ما هم فيه، بدلا من النظر في المثالي المتجرد من لمسة المعايشة والحياة.”
“إن نظرية العمل، أية نظرية عمل، وما تقترحه من أساليب في المجاهدة والعمل والشعارات والنشاط بين الناس ونوع الخطاب وطرق الصدام قابلة للاهتزاز وإعادة النظر في حالة تغيير الظروف أو في حالة عدم تحقيقها للأهداف بعد حين من الدهر أو في الحالتين، الأمر الذي يؤدي إلى الاهتزاز فالدعوة لإعادة النظر.”
“الشعر الذي يخلو من العنصر الإنساني , بما فيه من مجابهة وتحدِّ للظلم والقباحة والخسة ينحدر بسرعة إلى النسيان ثم إلى الغياب”
“إن التصنيف حاجة ضرورية بالنسبة للبشر ، لكنه يصبح حالة مرَضية عندما يجري النظر إلى الفئة المصنفة نظرة تقريرية قاطعة ، الأمر الذي يمنع الناس من التفكير في ضبابية الحدود الموضوعة بين الناس والمجتمعات ، خلا عن إعادة النظر في تقسيم الناس إلى فئات”
“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”
“انطلاقاً من آلية التفكير بالأصل، التي تؤسس للعجز العربي الراهن، من خلال تدشينها لنظام العقل التابع، إنما تجد ما يؤسسها في قلب البناء الأصولي لكل من الشافعي والأشعري، فإن هذه القراءة تجادل بأنه لا سبيل للانفلات من عوائق تلك الآلية، وآثارها التي لا تزال تتداعى حتى اليوم, استبداداً وتبعية، إلا عبر الارتداد بما يقوم وراء أصول الرائدين الكبيرين من الشرط المتعالي والمجاوز الذي جرى الإيهام بأنه - وليس سواه - هو ما يقوم وراءها، إلى الشرط الإنساني المتعيّن الذي يكاد - منفرداً - أن يحدد بناءها ويفسره، والذى تتجاوب فيه - على نحو مدهش - كل أبعاد الواقع الإنساني وعناصره، من النفسي والاجتماعي والسياسي والمعرفي. وبقدر ما يؤكد هذا التجاوب على إنسانية الشرط الذي انبثقت في إطاره أصول الرائدين، وبما ارتبط بها من آليات وطرائق في التفكير، فإنه يقطع - بذلك - بإمكان تجاوزها الانفلات من سطوتها.وهنا، يلزم التنويه بأن هذه القراءة لا تسعى إلى إنجاز ما هو أكثر من التاكيد على إمكان هذا الارتداد من "المتعالي" إلى "الإنساني”.”