“لَسْنَا إلى ما يمسكُ أرماقنا من المأكل والمشرب، بأحوجَ منا إلى ما يُثْبتُ عقولنا من الأدبِ الذي به تفاوتُ العقول. وليس غذاءُ الطعامِ بأسرعَ في نباتِ الجسدِ من غداء الأدب في نباتِ العقلِ. ولسنا بالكدّ في طلبِ المتاعِ الذي يُلتمسُ بهِ دفعُ الضررِ والغلبةُ، بأحق منا بالكد في طلبِ العلمِ الذي يُلتمسُ بهِ صلاحُ الدينِ والدنيا.”
“اقرأ ما تقرأ وعقلك في رأسك وإيمانك في صدرك ، لا تأخذ كل ما يقولون قضية مسلّمة وحقيقة مقرّرة ،فالحق هو الذي لا يكون باطلاً ، وليس الحق ما كان قائلة أوربيّاً ، فانظر أبداً إلى ما قيل ودع من قال !”
“الصعود إلى القمة، الذي يسكنه الخوف من السقوط في الهاوية، يضمن البقاء في القمة، مدة أطول، من الصعود الذي يرافقه الغرور والتبجح”
“هم يكذبون وينسجون من الدعاوى والحقائق كي يكون لهم قبول، ولو كلفنا أنفسنا البحث والتحقق لعلنا كنا ندرك أفي جانب الفطنة أم في جانب الحمق كنا، وليس منا إلا وهو أحمق في حين وفطن في آخر، وكثيرا ما يكون الباديء بالدعوى مفتعلها الذي يسعى إلى اخفاء معالمها وإلى كسب أريحية السبق وكأنه كاشف الخبايا.”
“معوقات النهضةمجتمعاتنا تعاني من مشكلة في "عالم الأفكار" أدت إلى ركود الحضارة الإسلامية ابتداءً وجعلتها في تراجع باستمرار.وعندنا مشكلة أيضاً في "عالم القيم" ، فالقيم الإسلامية راقية لكن المفعَّل منها ضئيل جداً ، وبالتالي توجد هذه الفجوة بين ما هو مكتوب في الكتب والذي نخطب ونحاضر به ، وبين القليل الذي يمارسه الإنسان.وفي "عالم الوسائل" التي تنقلنا من عالم الأفكار إلى المستقبل الذي نريده لم نلحق بالعصر بعد ، وما زلنا نعاني ، فالفلاح ما زال يزرع بيده ، وليس عندنا ثقافة الآلة ، والصانع ما زال يعمل بالآلة القديمة ولم يتحول إلى عامل المصنع .”
“ما الذي يفعله الموت الذي أضجر الشهود بهرجه وخرج مع الخارجين من الباب ذاته الذي يُفضي إلى الحياة! ما الذي أفعله بالموت أسيري وأنا الحائر في تدبير زنازين مضيئة تليق بأسراي وبي! يالروحي المغلوبة على أمّتها. هذا ما أقوله وأنا أغادركم من الباب الخلفي المفضي إلى الحياة. لكن أسراي يبقون هنا في انتظار أن نحرر الأزل من الحمّى. وأسراي ملك مشاغلهم, يدبّرون لي عذوبة المضي بالخسارة إلى ألقها. هكذا إلى ألقها, هكذا الخسارة إلى ألقها. بأسرى يتقاذفون الفجر كالوسائد, ويتأملون الفردوس المذعور متشبتاً بستارة المسرح.”