“أَتَسَكعُ تحت زَخات المَطر ../مَطرِ كَلماتكَ .. أَتفقد أَحرُفك ..أَجُسُّ النَبض في سُطورِها ، أَحتضنها بدِفءِ ذراعيَّ وقلبي .. أُقَبِّلُ المِحبرةَ التي إحتوتها.. والشَوقُ إِليكَ يأَكٌل من هذا القَلب الشَاحِب المُصفَّر كَـ ليمونةٍ ذابِلة .. وَ يَشرب .. فأَهربُ بِذاكرتي إلى وَقتٍ كُنتُ فيه مُتشبثَّةً بأَطراف يَديك.. في حين كانت كُل الظُروف القاسية -التي خَلقتَها أَنتْ - تُضيف لزوجة الفُراق لأَيدينا.. حتى انزلقت أطراف أصابعي من بين يديك .. و هَوى الحُب -من ألف كيلومترٍ من الهَذيان -إلى كَهف الغياب المُنعزل عَن ضَجيج الشِجار المُنهمرِ من حَيثُ لا نَعلم .. *** شَوقٌ شَقِّيٌ يَتسكع في دهاليز الغياب الأثير .. يَفرش ساحات المَدينة بألحان الكَمان الحَزين.. ذِكرياتٌ لا تَتوقف عن الهطول .. قطارات هَجرت محطات اللَهفة .. صالات الانتظار مُغلقةٌ في وَجه المُسافرين .. مطارات الحضور المُنتظر .. بائِسة / باردة .. تَشتكي لَوعة الغِياب ..و قَسوة المُحبين .. *** لا شيء يستحق التدوين .. لا شيء سوى أن الصور لم تستطع بَعدُ ، أن تُغني القلب عن الصلاة في محراب عينيك ، وكَنف قَلبك ..وقصوراً شُيِّدت بين أَحضانك ، لا شيء يُغني عن عناق الأرواح المُتعطشةِ للقاء .. عن عزف القلوب الهَشة .. عن حضورٍ لا يُشبه الغِياب .. و غياب لا يُشبه الحضور .. *** أَعود لارتداء ذاكرتي المُثقلة بالذكريات.. و كلما أحصيتُ خيباتي ، زاد اتساع الجرح أكثر .. وانغرس الخنجر في هباب الذاكرة أكثر ..”
“في ذلك الأسبوع، رسخت في ذهنها قناعة أن من بين كل المشقات التي يواجهها الشخص لا شيء أكثر عقابًا من فعل الانتظار”
“تحتاج الروح إلى زاد مستمر، و لكن من العبث أن يبحث الإنسان عن الزاد في عالم الحواس، لأنه لا يستطيع أن يجده في مكان آخر غير القلب، أما في مكان خاف أو في عالم آخر لا تبلغه عيون البشر الفانين و آذانهم.”
“لا شيء يبقى في الوجود ثابتاً . كل شيء يغور و يضمحل , و يتلاشى , و يغدو أثراً باهتاً في ذاكرتنا التي لا تنجو - ايضاً - من التشقق و الصدأ .”
“صحيح أن المُثقف هو شخص بحسب وصف الغزالي " من ألمَّ بشيء عن كل شيء تمييزاً له عن العالم الذي يعرف كل شيء عن شيء واحد " أمثال العقاد و قاسم أمين .. إلا أنه يبقى و بحسب سارتر " إنسانٌ يتدخل فيما لا يعنيه لا أكثر " أمثال كُثر يتكاثرون من حولنا لا يمكن لهم الحصر و لا التدليل ! رزقنا الله و إياكم صمتهم المديد !!!”
“و الحق أن الاحتراز في الإفراط أو التفريط سواء بسواء حري بالاتباع في مثل هذه الأمور ، فالخطأ لا يصبح خطأ مقدسا ذا شرف لمجرد لمجرد نيل من ارتكبه صحبة الرسول، بل إن الخطأ يظهر أكثر و أكثر بعظم مكانة الصحابي و علو قدره، غير أن من أراد الإدلاء بدلوه و إبداء رأيه في هذا عليه أن يحتاط و يكتفي بالقول فقط عن الخطأ أنه خطأ، و لا ينفذ من هذا إلى الطعن في شخص الصحابي ككل”