“الشيخوخة هي شعور الفرد بأن وجوده زائد على حاجة البشر، وأن الستار أسدل ولم يعد له دور يؤديه، وهي الإفتقار إلى معنى الوجود ومسوغَّه الناتج عن هذا الشعور. والشيخوخة بهذا المعنى حالة، وليست مرحلة من مراحل العمر، وهي حالة نفسية وليست بالضرورة حالة فيزيائية، وإن أدت ربما قبل الأوان إلى عوارض فيزيائية.والشيخوخة بهذا المعنى مرض لا يصيب سوى الإنسان المريض. لا يشيخ الإنسان إلا إذا فقد قدراته العقلية أو جانبًا من هذه القدرات. قد يطعن الإنسان في السن ويضطر إلى تغيير عدسات القراءة المرة بعد المرة. قد لا تحمله ساقاه ويضطر إلى الإستناد إلى عكاز أو إلى ذراع بشرية، ولكنه لن يستشعر أبدًا برد الشيخوخة، ولا الإحساس بانعدام الوزن ما ظل يناطح، يبدأ عملاً وينهيه، يقبل تحديًا فكريًا أو ماديًا ويتجاوزه، يتبين منتشيًا ومحتضنًا للذات المزيد من القدرة على المناطحة، على المعرفة والتوصل إلى الهدف.لا يشيخ الإنسان طالما ظل عقله يضفي على وجوده معنى، يغنيه بهذا الوهج المتواصل الذي لا يشتعل فجأة ويخمد، الذي يدفئ ولا يحرق، هذا الوهج الأزرق زرقة غاز البوتجاز النقي، الهادئ هدوء اليقين.لطيفة الزيّات - قصة الشيخوخة”

لطيفة الزيات

Explore This Quote Further

Quote by لطيفة الزيات: “الشيخوخة هي شعور الفرد بأن وجوده زائد على حاجة ا… - Image 1

Similar quotes

“في أعماق كل منا ترقد رغبة كامنة في الموت، في الانزلاق إلى حالة اللا شيء والتخفف من عبء الوجود الإنساني والمسؤولیة الإنسانیة تجاه الذات والآخرین. وتتضح ھذه الرغبة في السعي إلى التوصل إلى مطلق ما یلغي المكان والزمان. وإلغاء المكان والزمان لا یتحقق إلاَّ في حالة الموت. ولا ینبغي أن تخیفنا ھذه الرغبة، فالإنسان الذي یعیھا قادر على تجاوزھا.تنخرط في إطار ھذه الرغبة في الموت الكثیر من صور الحب، أو ما نسمیه حبًّا، بین الرجل والمرأة. ونحن نسمي ھذه الصور من الحب توحدًا والمحبان یستحیلان واحدًا. وما من توحد یواتي ندّین من بني الإنسان. التوحد یعني وأد الذات لحساب الآخر، أو وأد الآخر لحساب الذات.”


“أنت تسألينني ألا أخاف؟.. طبعا خفت أول الأمر، والخوف هو الذي يجعل للكفاح لذة، فالانسان يتقدم وهو خائف ولكن قوة أكبر منه، أكبر من خوفه تدفع به إلى الأمام وتجعله يعمل ما ينبغي أن يعمله بكل ثبات وكل دقة. وعندما ينتهي كل شئ ينتشي الإنسان، اذ يدرك أنه تغلب على نفسه، على ضعفه وعلى فرديته ومرة بعد مرة يتحرر الإنسان من الأنانية التي تسيطر على كل شئ في حياتنا، ويشعر أنه فرد في مجموع، وأن حياته مهمة طالما هو في خدمة هذا المجموع، وأنه لو فقد حياته لن تكف الأرض عن الدوران، بل سيواصل الآخرون العمل الذي بدأه، العمل الذي فقد حياته من أجله واذ ذاك يتحرر الإنسان من الخوف، يتحرر من "الأنا"..”


“كثيرًا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى، أو إلى مرحلة "الصمت.. قوة الانفعال" وهي مرحلة متقدمة من مراحل الألم يفقد الإنسان معها حتى القدرة على الكلام والشكوى والبكاء. فتعلمتُ هذا الدرس، واستعنتُ به في فهم شخصيات كثيرين يظنهم الغافل سعداء، وهم في الحقيقة "مآس بشرية" تمشي على أقدامها.”


“وارتخت قبضتها على المجدفين.. إلى أين تذهب؟ إلى أين تهرب؟.. وممن؟.. من الناس! الوحدة معها وهي وحيدة، والوحدة معها وهي مع الناس. الوحدة فيها هي، في نفسها، في أعماقها، في دمها كالسرطان تنمو وتتضخم.”


“العلاقات الإنسانیة الحمیمة تساعدنا على الخلاص ولا تشكل الخلاص، وھي تساعدنا على التوصل إلى معنى الحیاة، ولا تشكل المعني. المعنَى یكمن في عمل یصلنا بما ھو خارج عن الدائرة الضیقة لوجودنا الفردي الضیق.”


“لقد توصلت إلى أن الأيديولوجية قد تكون قناعا يختفي وراءه الإنسان بحيث يتحول إلى عقل محض، وقد يختفي الإنسان تماما إلى درجة أنه يموت قلبا لا قالبا (ولذا تجدني لا أومن بالزيجات الأيديولوجية، فهي مثل الزيجات المبنية على المصلحة أو الزيجات التي تجف ولا تتخللها أي عاطفة أو لحظات صفاء أو ذكريات وأساطير مشتركة، تتحول بعد فترة إلى ما يشبه اللجنة المنعقدة بشكل دائم. ومع هذا أرى أنه من الضروري أن يشترك الزوجان في نقط الانطلاق والمثاليات سلم الأولويات الأساسية، فالتعارض على هذا المستوى يولد توترات لا يمكن لمؤسسة الزواج تحملها)”