“إن سعي الانسان الى البحث عن معنى هو قوة اولية في حياته وليس تبريرا ثانويا لحوافزه الغريزية. وهذا المعنى فريد ونوعي من حيث أنه لا بد ان يتحقق بواسطة الفرد وحده ويمكن لهذا ان يحدث, وعندئذ فقط يكتسب هذا المعنى مغزى يشبع إرادة المعنى عنده. يزعم بعض علماء النفس ان المعاني والقيم "ليست الا ميكانزمات دفاعية, وتكوينات ردود أفعال واعلاءات". ولكن اذا تكلمت عن نفسي وعن وجهة نظري, فأنا لا ابتغي مجرد العيش من أجل "ميكانزماتي الدفاعية", ولست مستعدا للموت من أجل "تكوينات ردود أفعال" فحسب. فالانسان, مع ذلك, قادر على ان يحيا وعلى ان يموت ايضا من اجل مثله وقيمه وطموحاته !”
“أخيرا يمكن ان يموت الانسان من أجل قيمه ، أن يضحي من أجل فكره ، ما أصعب ان يموت الانسان موتا اعتياديا !!!”
“اللذة, بدلا من ان تكون غاية لسعي الانسان, تكون في الواقع نتيجة أو أثرا لتحقيق المعنى. والقوة, بدلا من أن تكون غاية في حد ذاتها, تكون في الواقع وسيلة لغاية, لانه ما إذا كان الانسان يعيش ويمارس إرادة المعنى عنده, فإن قدرا معينا من القوة- ولتكن قوة اقتصادية أو مالية- سوف يكون متطلبا اساسيا. اما اذا لقي الفرد إحباط إزاء اهتمامه الأصلي وسعيه لتحقيق المعنى, فإن هذا الفرد سيقنع بأن يكون راغبا في القوة أو ساعيا وراء اللذة.”
“الصحة النفسية تستند الى درجة كبيرة من التوتر- التوتر بين ما انجزه الفرد بالفعل وما لا يزال عليه ان ينجزه, او الفجوة بين واقع الفرد وما ينبقغي أن يصير عليه. ذلك التوتر كامن في الوجود الانساني وبالتالي فلا غنى عنه بالنسبة للصحة النفسية. وينغي اذن الا نتردد في أن نضع أمام الانسان تحديات عليه أو يواجهها بما عنده من معان كامنة عليه أن يحققها. فكل ما نفعله في هذه الحالة هو أن نستدعي إرادة المعنى عنده في حالة كمونها. وأعتبر أنه لتصور خاطئ وخطير للصحة النفسية الزعم بأن ما يحتاجه الانسان في المحل الاول هو التوازن, أو كما يعرف باستعادة الاتزان في البيولوجيا, اي حالة اللاتوتر. فليس ما يحتاجه الانسان حقيقة هو حالة اللاتوتر ولكنه يحتاج الى السعي والاجتهاد في سبيل هدف يستحق أن يعيش من أجله. فالانسان لا يحتاج الى التخلص من التوتر بأي ثمن, ولكن يحتاج الى استدعاء امكانات المعنى-ذلك المعنى الذي ينتظر أن يقوم بتحقيقه. إن ما يحتاجه الانسان ليس استعادة الاتزان ولكن ما اسميه بـ الديناميات المعنوية, في مجال للتوتر -يتمثل أحد قطبيه في المعنى اللازم تحقيقه, ويتمثل القطب الآخر في الانسان الذي ينبغي أن يقوم بتحقيقه.”
“لا بد من التخلي عن الاعتقاد السائد الذي يرجع الطائفية الى التمايز الثقافي او الديني الموجود في مجتمع من المجتمعات. فهذا التمايز الذي يوجد في كل البلدان يمكن ان يكون اساسا للغنى الثقافي والانصهار كما يمكن ان يكون وسيللة للتفتت. واذا بقينا على هذا الاعتقاد السائد اضطررنا الى البحث عن حلول للمشكلة على المستوى الثقافي وحده وهنا لن تجد اي مخرج على الاطلاق.فالطائفة الاكبر تميل الى الاعتقاد ان تصفية التميزات الثقافية هو شرط الوصول الى اجماع يخلق الوحدة والانصهار. وتكمن وراء ذلك فكرة ان فقدان الاجماع السياسي مصدره غياب اجماع فكري او ديني بينما العكس تماما هو الصحيح. والبعض يمكن ان يفكر ان هذا وحده يمكن ان يساعدنا على ان ننتقل من الصراع الطائفي الى الصراع الطبقي ويفتح من ثم طريق التغيير والتحول والتقدم. اما الطوائف الصغرى فتميل ايضا, من نفس المنطلق الى تضخيم مشكلة التمايز الثقافي وتأكيدها لتحويلها الى مشكلة هوية شبه قومية مصغرة واداة سياسية وتعويض عن السلطة الفقودة كفردوس. وهذا يعكس في الحقيقة ميل الصراع الاجتماعي في مثل هذا المجتمع بشكل عام الى ان يحافظ على شكله كصراع عصبوي ودائري.”
“يجب على الانسان ان يناضل من اجل احلامه ولكن يجب ان يعرف ان بعض الطرق عندما تبدو مستحيلة فمن الافضل الاحتفاظ بالطاقة من اجل السير فى طرق اخرى”