“البدايات ألاقة، مركزة، ساطعة، يمكن تحديد ما قبلها وما بعدها. أما النهايات فرجراجة، تستمر امتداداتها، وحتى مع وقوع الفُرقة، ونأي الإلف، يظل عنده ما يحرك المواجيد، ما يقضّ مضجَعه حتى لو انفرد تماما عبر الأقاصي.”
“أصعب ما يواجه الانسان في وجوده المحدود المؤطر بقدره رؤيته اهتزاز كل ما نشأ عليه هكذا تسري الغربة تكتمل الفجوة بين المرء وبين ما يحيطه ما يتحرك فيه ما يتنفسه من هواء ما يطالعه من وجوه تغيب عنه ملامحها مع انه ظل يطالعها عمره كله ما يصله بالآخرين يهن ,يضعف ,حتى يصل الى لحظة بعينها يتمنى عندها المفارقة بل ويسعى الى اكتمالها فبتغير الأماكن وزوال المعالم وافتقاد الصحبة وضياع العلامات وتداخل الاشارات يصبح ما يدل على الغرب جواز مرور الى الشرق وما جاء متماسكا يستمر مجزأغير قادر على التواصل انه اغتراب الغربة ذاتها”
“كثيراً ما يقص المرء ما تمنى ان يكون ...لا ما كان بالفعل ..والأكثر ان يرى بالتمني ما يمكن أن يكون بدلاً من ذلك الذي كان”
“التابعُ يرىَ ما لايَطَلِعُ عليه المتقدم”
“وأصعب الوحدة ما كان بين القوم”
“ أخطو فوق أرض أجهل شخوص من عبروها قبلي، لكنني أرصد ما تبقى لعل وعسى، غير أنني بمجرد اجتياز المدخل أواجه صمت الأعمدة الضاجّ بالحنين، أنتبه إلى بدء سفري عبر درجات الضوء وأطواره المتقلبة.. إنها ذاكرة الضوء ومراحله منذ وجود الومضة الأولى ”
“أعلم يا أخي، أنني بعد أيابي وبدء وجدي،حاولت جاهدا استعادة ملامحها فعجزت، حتى الصورة الوحيدة ملك يميني لم تسعفني، بوثوق أقول لك أنه ما من صورة أو لحظة مستعادة يمكن أن تدل عليها، أو تظهر بعضا من جوهرها، في كل لحظة تبدي مظهرا، وعند كل إلتفاتة تظهر جانبا، ولحظة إنتقالها من وقت الى وقت تسفر عن حضور مختلف، فبأيهم استدعيها عندي؟ وبأي رسم أقربها مني؟ وما جهدي كله بعد نأيي الا للإقتراب من الحضور المتغير، المتوالي، المفاجئ بما لم يدر به توقع ..”