“ليس كلُّ ما يُعرف يقال، وأهل الشَّريعة والحقيقة مأمورون أن يخاطبوا النَّاس على قدر عقولهم؛ لئلاَّ يقع منهم تكذيبٌ لبعض الحقِّ الَّذي لا تدركه عقولهم وأفهامهم، ومثِّل ذلك بقول الشَّاعر:شَرِبْنا شَرابًا طَيِّبًا عِنْدَ طَيِّبٍ كَذاكَ شرابُ الطَّيِّبِينَ يَطِيبُ شَرِبْنا وَأَهْرَقْنا عَلَى الأَرْضِ فَضْلَهُ وَلِلأَرْضِ مِنْ كأسِ الكِرامِ نَصِيبُ فليس كلُّ الشَّراب يُشرَب، ولكن يُراق بعضه أحيانًا.”
“لا ينبغي أن يحزن المحسود، بل يفرح بغمِّ أعدائه، ويتمنَّى لهم طول العمر ليزيد عذابهم بحسدهم له.”
“وإذا كانت الكلمات والحروف ذات معنى وقيمة في البناء الشعري فإن الحركات لا تقلُّ قيمتها عن قيمة الكلمة، وأعتقد أن حركة القافية لها دور في نجاح القصيدة إذا ما كانت متصلة بموضوعها ولو على سبيل العموم، فلا أحد ينكر أن القوافي المطلقة بالألف توحي بالبهجة والسعادة والسرور، وقد نرى من خلالها صورة شخص مستغرق في الضحك، فاتحًا فمه كمنشد القافية المطلقة.”
“مَن يسرق المال بجُنحِ الظُّلَمْلصٌّ .. عليه جُرمُ ما قد ظَلَمْأمَّا الذي يسرق شمسَ الضُّحىفمُبدِعٌ .. لا بُدَّ أن يُحتَرَمْ!!”
“يبدو لي أن الخلاف الجوهري بين نحو الجملة ونحو النص يتمثَّل في اقتصار نحو النص على مناط الإبداع وتخفُّفه من كثيرٍ من قضايا اللغة النفعيَّة كالصِّحَّة التركيبيَّة والالتزام الحرفي بالمعيار، حتَّى إنَّه حين يتناول مثل هذه القضايا التي هي جوهرية في نحو الجملة فإنما يتناولها لا ليقف عندها بل لينفذ إلى أغراض فنِّيَّة جوهرية بالنسبة له، هذا من حيث المهمَّة والهدف، كما أنه يختلف في مصادر استمداده كما سبق بيانه، ويُعدُّ في ذلك أوسع من نحو الجملة، يخطئ إذن من يقابل بين نحو النص ونحو الجملة ويجعل الأول دعوة لإلغاء الآخر، ومثله في ذلك كمثل من يقول إن غرفة الموسيقى في مدرسةٍ ما قد بُنيت من أجل هدم غرفة المدير”
“علّمتِني قبل السفرْ أن أهزم الأحزان بالألحانِ . . في لعب الوتَرْ أن أختبي من أدمعي . . بين الخميلة والزَهَرْ لكنّني ما عدتُ مبتهجاً بها . . . . بعد السفرْ بل صرت أحيا في همومٍ . . مِلء قلبي المنكسِرْ”