“في المٌعذِّب والمعذَّب لا تجد إلا الإنسانية المتسلقة طريق جلجلتها راسفة في القيود, دامية الجراح, وفي صميم قلبها عتاب للحياة التي لم تسمح أن تكون صالحة كما كانت تود أن تكون.”
“كيف أشفق على الذي يبدد ألمه في الشكاية والتظلم فلا يبقى منه ما يستدعي الشفقة ؟ كل شفقتي تتجه إليك أنت الذي لا تشكو مع أن ألمك صامت لا حد له ولا نهاية .”
“من ظريف النكات في الثناء على المرأة الذكية قولهم " إنها تجاري الرجال" . ولماذا لا تكون مجارية نفسها التي تكشفتها كل يوم ؟”
“لقد كان هوغو ظالما يوم قال: " إن الحسود وصاحب الغرض هما اللذان يوحدان بين الشيء العادي والفريد ". فقد يصدر هذا عن نفوس موفورة الفطنة والشعور والانصاف لأننا بني الإنسان كالشمس : هي منبع الضياء والحرارة ومع ذلك فلا تخلو من بقع الجمود والظلام”
“الحب لغة طبيعية لابد أن تستوفي حقها بصورة من الصور”
“سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني ، و أبثّك شكوى أحزاني – أنا – التي تراني طروبةً طيارة ، و أحصي لك الأثقال التي قوّست كتفي و حنت رأسي منذُ فجر أيامي – أنا التي أسير بجناحين متوجةً بإكليل .و سأدعوك أبي و أمي متهيبةً فيك سطوة الكبير و تأثير الآمر ،و سأدعوك قومي و عشيرتي ، أنا التي تعلم أن هؤلاء ليسو دوماً بالمحبين .و سأدعوك أخي و صديقي ، أنا التي لا أخ لي ولا صديق .و سأُطلعك على ضعفي و احتياجي للمعونة ، أنا التي تتخيل فيّ قوة الأبطال و مناعة الصناديد .و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف و الحنان ، ثم أبكي أمامك و أنت لا تدري .و سأطلبُ منك الرأي و النصيحة عند ارتباك فكري و اشتباك السبل .و إذ أسيءُ التصرف و أرتكب ذنباً ما سأسير إليك متواضعة واجفة في انتظار التعنيف و العقوبة .و قد أتعمّد الخطأ لأفوز بسخطك عليّ فأتوب على يدك و أمتثل لأمرك .و سأُصلح نفسي تحت رقابتك المعنوية مقدمة لك عن أعمالي حساباً لأحصل على التحبيذ منك أو الاستنكار ، فأسعدُ في الحالين .و سأُوقفك على حقيقة ما يُنسبُ إليّ من آثام ، فتكون لي وحدك الحكم المنصف .و ما يحسبه الناس لي فضلاً و حسنات سأبسطه أمامك فنبهني إلى الغلط فيه و السهو و النقصان.ستقوّمني و تسامحني و تشجعني ، و تحتقر المتحاملين و المتطاولين لأنك تقرأُ الحقيقة منقوشة على لوح جناني .كما أُكذّب أنا وشاية منافسيك و بُهتان حاسديك ولا أُصدق سوى نظرتي فيك و هي أبرُّ شاهد .كل ذلك و أنت لا تعلم !سأستعيدُ ذكرك متكلماً في خلوتي لأسمع منك حكاية غمومك و أطماعك و آمالك . حكاية البشر المتجمعة في فرد أحد .و سأتسمّع إلى جميع الأصوات عليّ أعثر على لهجة صوتك.و اشرِّح جميع الأفكار و امتدح الصائب من الآراء ليتعاظم تقديري لآرائك و فكرك .و سأتبين في جميع الوجوه صور التعبير و المعنى لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك ومعناك .و سأبتسم في المرآة ابتسامتك .في حضورك سأتحولُ عنك إلى نفسي لأفكر فيك ، و في غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك .سأتصورك عليلاً لأشفيك ، مصاباً لأعزيك ، مطروداً مرذولاً لأكون لك وطناً و أهل وطن ، سجيناً لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص ، ثم أُبصرك متفوقاً فريداً لأفاخر بك و أركن إليك .و سأتخيلُ ألف ألف مرة كيف أنت تطرب ، و كيف تشتاق ، و كيف تحزن ، و كيف تتغلب على عاديّ الانفعال برزانة و شهامة لتستلم ببسالة و حرارة إلى الانفعال النبيل ، و سأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو ، و إلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب .و في أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخوراً لأنك أوحيتَ إليّ ما عجز دونه الآخرون .أتعلم ذلك ، أنت الذي لا تعلم ؟أتعلم ذلك ، أنت الذي لا أريد أن تعلم ؟”