“نحن نريد أن يكون الغذاء الروحى والعقلى للأمة الإسلامية نابعا من اليقين، بعيدا عن الأباطيل، مستقيما مع مناهج الاستدلال العلمى التى يحترمها أولوا الألباب...!!وفى ميدان العلم حقائق بلغت حد اليقين، وفيه نظريات أقرب إلى الرجحان، وتعتبر موضع قبول محدود...!وكذلك الأمر فى موضوعات الدين.بيد أننا إذا نظرنا إلى الأوراق المشحونة بما يسمى علوم الدين، وجدنا شيئا كثيرا جدا مما يبرأ منه الإسلام، ولا يعترف به من قريب أو بعيد..وهذا الخبط ينتقل من صحائفه إلى الناس فيكون بعثرة لقواهم، أو تقييدا لها.ذلك أنهم ينصاعون إليه لنسبته السماوية، وهو فى الحقيقة مصنوع فى الأرض، ولم ينزل من السماء...!”
“الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكدالفكر. إن آيته الأولى: هى البساطة! وميزته التى سال بها فى الآفاق: هذه السهولةالبادية فى عقائده ٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك بهمتاهات الفلسفة ٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني فى البحث عن الحق ٬ بعيدا عن هدايات الله ٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده !! كما أن من أشد الإساءات ٬ أن يتسلطعلى هذا الدين أقوام لهم عاطفة ٬ وليس لهم ذكاء ٬ أو لهم ذكاء ٬ ولكن الهوى يميل بهم عنالصراط المستقيم”
“فلحساب من يتحدث بعض الناس عن الإسلام ويصورنه بعيدا عن مقررات الفطرة، وأشواق الإنسانية الكاملة؟ ولحساب من يعلو صوت الإسلام فى قضايا هامشية ويخفت خفوتا منكرا فى قضايا أساسية؟ ولحساب من يرى بعضهم الرأى من الآراء،أو يحترم تقليدا من التقاليد ثم يزعم أن الإسلام الواسع هو رأيه الضيق، وأن تقاليد بيئته هى توجيهات الوحى، وبقايا التعاليم السماوية على الأرض؟”
“المؤمن ينظر إلى حقائق العطاء ولا ينظر إلى ذات العطاء..لأنه قد يكون فى المنع عطاء ويكون المنع أثمن من النعمة ذاتها..أنت تظن أنه لم يعطك لكنه فى الحقيقة بهذا المنع قد أعطاك أفضل مما تحتاجه!!”
“ليس صحيحا أنه لا كرامة لنبي فى وطنه، فما من كرامة حقيقية لنبي أو ولى أو واحد من عوام الناس إلا فى الوطن، هذا إذا نظرنا إلى الكرامة بمعنى العز الحقيقى فى الحب والطمأنينة والود والمراعاة التى يشعر بها الإنسان بين أهله ومعارف عمره وشوارع صباه، مهما كان هؤلاء جميعًا. وفى حالة كاتب وقارئ عربي تُمثّل اللغة المحيط الوجدانى لحياته، فإن الغربة تكون خانقة حقًا، ولم تكن كل جمالات الطبيعة وسوانح الترفيه ومناهل العلم والثقافة بكافية للتعويض عن الاستوحاش للوطن.”
“واعلم أخى المسلم أن ينبغى عليك أن تحصن نفسك من قبيح القول أو السب أو ما شابه. وفى هذا الخصوص نلفت نظرك أيها المحب إلى أن هذا باب قد فتحه المولى عز وجل لنبيه وحبيبه لا يُغْلَق إلى يوم الدين ويترقى به المعصوم فى مدارج العبودية إلى يوم القيامة. وهذا الباب هو تسخير المولى عز وجل من يسب الحبيب، وألا ينقطع ذلك إلى يوم الدين.”