“إنّ اليقين لن يكون إلاّ بإخماد الشكوك ، ولن يخمد الشك إلاّ بتفويض الأمر إلى الرب وتفويض الأمر إليه لن يكون إلاّ بمعرفة معجزاته في الكون.”
“اليقين لن يكون إلا بإخماد الشكوك”
“من أين أبدأ تدويني؟ البدايات متداخلة ومحتشدة برأسي. ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول، ما هي إلا محض أوهام نعتقدها. فالبداية والنهاية، إنما تكونان فقط في الخط المستقيم. ولا خطوط مستقيمة إلاّ في أوهامنا، أو في الوريقات التي نسطر فيها ما نتوهمه. أما في الحياة وفي الكون كله، فكل شئ دائري يعود إلى ما منه بدأ، ويتداخل مع ما به اتصل. فليس ثمة بداية ولا نهاية على الحقيقة، وما ثم إلا التوالي الذي لا ينقطع، فلا ينقطع في الكون الإتصال، ولا ينفصم التداخل، ولا يكف التفريع، ولا الملئ ولا التفريغ .. الأمر الواحد يتوالى اتصاله، فتتسع دائرته لتتداخل مع الأمر الآخر، وتتفرع عنهما دائرة جديدة تتداخل بدورها مع بقية الدوائر. فتمتلئ الحياة، بأن تكتمل دائرتها، فتفرغ عند انتهائنا بالموت، لنعود إلى ما منه ابتدأنا .. آهٍ لحيرتي، ما هذا الذي أكتبه؟ إن الدوائر كلها تدور برأسي، فلا توقفها إلا لحظات النوم، حيث تدور أحلامي. وفي الأحلام، مثلما هو الحال في صحوي، تحتشد بقلبي الذكريات وتعتصرني .. الذكريات دوّامات متتالية الدوائر، ومتداخلة. فإن أستسلم لها وأحكيها بقلمي؟ فمن أين أبدأ؟”
“أنا لن أكون أباً أبداً، ولن تكون لي يوماً زوجة وأبناء. لن أعطي هذا العالم أطفالاً ليعذبهم مثلما تعذبت، فلا طاقة لي لاحتمال عذاب طفل.”
“النوم هبة إلهية لولاها لأجتاح العالم الجنون كل ما في الكون ينام ويصحو وينام إلا آثامنا وذكرياتنا التي لم تنم قط ، و لن تهدأ أبداً”
“الأعتراف طقسٌ بديع، يطهرنا من خطايانا كلها، ويغسل قلوبنا بماء الرحمة الربانية السارية في الكون. سأعترف إلى هذه الرقوق، ولن أُخفي سٍراً، لعلني من بعد ذلك أنجو.”
“الأمر الواحد يتوالى اتصاله, فتتسع دائرته لتتداخل مع الأمر الآخر’ وتتفرع عنهما دائرة جديدة تتداخل بدورها مع بقية الدوائر. فتمتلئ الحياة, بأن تكتمل دائرتها, فتفرغ عند انتهائنا بالموت, لنعود إلى ما منه ابتدأنا.”