“نقل عينيه إلى ضفة النهر، حيث الغابة بغموضها تنيرها من حين لآخر ذبابة مضيئة، ويدوي في جوها صوت نشاطات غامضة تجري بها.كان يعرف أن السماء خالية من البشر، مساحة شاسعة من الخواء، ويعرف أن المحيط هائل غير قابل للترويض، لكنه في (إنجلترا) تعلَّم أن البَرّ هو مِلك خاص للإنسان، حتى في أطلس الجغرافيا كان يرى البر ملونا كأنما يؤكد حق الإنسان فيه، على النقيض من لون البحر الأزرق المستقل الممتد.وكان يؤمن وقتها أن يد الإنسان ستمتد بالزراعة والمحاريث والضوء الكهربائي والطرق والترام إلى كل بقعة في هذه الأرض، لكنه الآن يشك في هذا. هذه الغابة بلا نهاية. ومن المؤكد أنها لا تُقهر. وليس الإنسان سوى متطفل أحمق عليها.”