“أنظر لهذه الصلاة التي كان يقيمها آباؤنا الأولون بهذه الروح العالية، مستسلمين فيها لله من كل حول وقوة وعلم وتقييد ووراثة، ثم أنظر اليوم للرجل منا يصلي وهو غير عالم من أمر هذه الصلاة إلا أنها فرض على كل مسلم، فيتوجه بها لله وهو محشو الفكر والذاكرة والقلب بكل ما رآه وما قرأه وما سمعه وما علمه وما عمله ويعمله وسيعمله، مملوء النفس بالدعاوي والمزاعم والأنانية، ثم يزعم أن صلى، ويصلي هكذا سبعين سنة ولا يذوق من صلاته شيئًا، لأنه صلى على طريقة الأديان المحرفة لا على طريقة الإسلام، التي هي التوجه لله كيوم ولدتك أمك متجردًا من كل جمود وتعصب وهوى وعلم معترفًا بالقصور طالبًا للهداية، راجيًا للكمال بطرفٍ منكسر، وقلبٍ منفطر، ونفَسٍ يتصعّد، ومهجةٍ تتوقد، حتى يصح أن يقال انك عبد معبود، وحتى تكون عرضة للرحمة والعطف؛ أما لو دخلت المحراب وأنت ظان بعلمك الظنون، ودائر في محيط مداركك القاصرة، وحابس نفسك في دوائر معلوماتك وموروثاتك الضيقة، وموهم نفسك أنك على شيءٍ، فماذا ترجي أن تنال؟، لا جرم يكلك الله إلى نفسك، ويتركك لعلمك، ويرقيك على قدر اشتغالك به، ولكن ليس هذا من الإسلام في شيءٍ”

محمد فريد وجدي

محمد فريد وجدي - “أنظر لهذه الصلاة التي كان يقيمها...” 1

Similar quotes

“لا بد أن نضع في اعتبارنا أن ذاتنا الناقصة تحكم على ذات ناقصة في أنها لم تصل للكمال، على الرغم أن هذا الكمال مختلف في نظر كل منا، وعلى الرغم أن هذا الكمال غير موجود؛ لأن ببساطة ما الكمال إلا لله، وما الحكم إلا لله.”

ياسمين يوسف
Read more

“وكانت الحقيقة التي جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلَهم الأعلى، وأقرَّها في أنفسهم بجميع أخلاقه وأعماله - أن الفضائل كلَّها واجبةٌ على كل مسلم لنفسه؛ إذ إنها واجبةٌ بكل مسلم على غيره، فلا تكون في الأمة إلا إرادةٌ واحدة متعاونة، تجعل المسلم وما هو روح أمته تعمل به أعمالها هي لا أعمالَه وحدها.المسلم إنسانٌ ممتدٌ بمنافعه في معناه الاجتماعي حولَ أمته كلِّها، لا إنسانٌ ضيِّقٌ مجتمعٌ حولَ نفسِه بهذه المنافع، وهو من غيره في صدق المعاملة الاجتماعية كالتاجر من التاجر، تقول الأمانة لكليهما: لا قيمةَ لميزانك إلا أن يُصدِّقه ميزان أخيك.”

مصطفى صادق الرافعي
Read more

“وما أشبه المال إلا أن يكون آلة من آلات القتل. فإنه يميت أكثر أصحابه موتا شرا من الموت –إلا من عصم الله- موتا يجعل أسماءهم كأنها قائمة على ألواح من العظام النخرة.. ويرسلها كل يوم إلى السماء في لعناتٍ لا عداد لها.. ثم يثبتها في التاريخ آخرا لا بأعيانها ولكن بعددها أو كما تثبت الحكومة في كل سنة عدد البهائم التي نفقت بالطاعون”

مصطفى صادق الرافعي
Read more

“الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:فإن الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم, وهو بعمومه أصل أصول الدين, والغاية التي خلق الله لها الثقلين, وأعظمه: الاعتقاد بوحدانية الله تعالى في استحقاق العبادة وَفق وحي الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسُّنة.والحق الذي هدى إليه كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم حاكمًا كان أو محكومًا: «وكل راع مسئُول عن رعيته» كلٌّ بحسبِهِ من المسؤولية الشرعية.والحكم بما أنزل الله شامل لكل ما أوحى الله إلى عبده ورسوله ليبينه للناس وليحكم به بينهم أولًا وقبل كل شيء في الاعتقاد, ثم في العبادات, ثم في المعاملات.والسعي لإقامة دين الله في أرضِه, وتطبيق شريعته على خلقِهِ واجب على كل مسلم بحسبِهِ, ولا خلاف على هذه الغاية بين العاملين لدين الله تعالى الداعين إليه, إلا من كان في قلبه مرضٌ أو كان مغموزًا في دينِهِ.والمراجعات التي أقوم بها إنما هي في الوسيلة إلى تلك الغاية الكريمة, فيجب أن تكون الوسيلة منضبطة بالكتاب والسُّنة بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان كانضباط الغاية سواءً بسواء.ومهما كان في كلامي من شدة وقسوة فإنما هو صادر عن محبة وإشفاق ورحمة, كمن يرى حبيبًا إليه عزيزًا عليه يوشك أن يتردَّى من شاهقٍ أو يَقْدُمَ على مُهلك, ولا يريد أن يرعَوِيَ بلَيِّن الخطاب, ورقيق الكلام, فيشتدَّ عليه في النكير ويقرِّعَهُ بالتحذير؛ رفقًا به وشفقةً عليه.وقد حاولتْ بعض الماسونيات في إحدى الفضائيات توظيف بعض كلامي بسلخِهِ من موضعه, وإخراجِهِ عن سياقِهِ, وتنزيله على غير ما يتنزل عليه؛ للنكاية بالإسلام والزِّراية بالمسلمين, وإني أبرأ إلى الله تعالى من محاولات العلمانيين والعلمانيات والماسونيين والماسونيات والمنحرفين والمنحرفات في استغلال نُصحي وتذكيري للحمل على المسلمين, والحَطِّ على المؤمنين, وفي محاربة الدعوة الصحيحة إلى تطبيق الشريعة وإقامة الدين.والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. الأحد: 30 من شعبان 1432هـ 31-7-2011م”

محمد سعيد رسلان
Read more

“الإسلام أن تبرأ إلى الله من علمك وحولك وموروثاتك وما قلتَ وما عملتَ وما تخيلتَ وما أملتَ، مسلمًا وجهك إليه، مجردًا روحك له، محازيًا بروحك وهي على تلك الصورة النقية وجهَ مبدع الكون وقيومه، ليمدك من نوره بما ينير عليك أمر الحياة وأمر الممات، ويهبك من روحه بما يهديك إلى أعدل صراط؛ الإسلام لله أن تدع العلم وأصوله، والفلسفة ومسائلها، والعادات ومآخذها، والأديان وتخالفها، والأمم وتنابذها، وأهواءك ومواطنها، والوجود وما فيه، ثم تتوجه بقلب خاشع وضمير صاف ونفس نقية إلى قيوم السموات والأرض، فارًا إليه من الأغيار، ملتجًأ إلى جنابه من دعوى الأنانية والاستقلال، معتصمًا بحضرته من التلونات البشرية والأحوال، راغبًا إليه أن يوفقك لتعلم، ويهديك فيما تعلم حتى تستوجب رضاه وتستحق كرامته في دنياك وأخراك، هذا هو الإسلام ولا معنى له إلا هذا.”

محمد فريد وجدي
Read more