“ويهدف التعذيب والإهانة أيضا إلى الانتقام من المعتقل بسبب الحقد الأسود الذي يحكم تصرفات أولئك الأوغاد، لأن أكثر المحققين، إن لم يكونوا جميعهم من أطراف الطائفة النصيرية المستولية على مقاليد الأمور، والمتسلطة على رقاب الشعب، وكذلك حال الجلادين والسجانين، إن صدورهم تتدفق بالحقد الدفين، وقد وجدوا هؤلاء الشبان المسلمين أمامهم، فراحوا يشفون بهم أحقادهم التاريخية، وانحرافاتهم النفسية والعقائدية، وصدق الله العظيم: (يا أيها الذين آمنوا-لا تتخذوا بطانة من دونكم-لا يألوكم خبالاً-ودّوا ما عنتّم-قد بدت البغضاء من أفواههم-وما تخفي صدورهم أكبر).”