“فحتى عندما لا نبصر نورا في نهاية النفق يجب أن نؤمن بأن النور لابد أن يظهر ”
“يجب على كل واحد منا أن يشق طريقه بين الدروب التي يُدفع إليها، والدروب التي يُحظر عليه سلوكها، أو التي توضع له فيها العراقيل، عند كل خطوة يخطوها، وهو ﻻ يكون نفسه دفعة واحدة، وﻻ يكتفي بأن يعي ماهيته بل يصبح ماهو عليه، وﻻ يكتفي بأن يدرك هويته بل يكتسبها خطوة خطوة”
“في وسعي أن أبغض هذا الشاه غير أنه ليس الشخص الذي أقاتله , فلا يمكن أن يكون الانتصار على طاغية هدفاً نهائياً و أنا أقاتل لكي يعي الفرس أن عليهم أن يكونوا أحراراً , أبناء آدم كما نقول نحن هنا , أن يؤمنوا بأنفسهم , بقوتهم , أن يجدوا لأنفسهم مكاناً في عالم اليوم .”
“وفي صلواتي صرت أرغب أن ابتهل قائلاًيارب لاتنأى عني كثيراً ولا تقترب مني كثيراً كذلك !دعني أتأمل النجوم على أهداب ثوبك ولكن لا تكشف لي عن وجهك !اسمح لي أن أسمع خرير الأنهار التي تجعلها تجري والريح التي تنفخ في الأشجار وضحكات الأطفال الذين قد خلقتهم ولكن إلهي إلهي لا تسمح لي أن أسمع صوتك !”
“1) "إننا غالباً ما نهوّل تأثير الأديان على شعوبها ونهمل على العكس تأثير الشعوب على الأديان".2) "عندما تحمل الحداثة بصمة الآخر لا عجب أن نرى البعض يشرعون رموز السلفية لتأكيد اختلافاتهم".”
“كم اشتهي أن أتذوق أيضا و أيضا ، تلك المتعة المرتسمة .لا لحرصي على إبقائها طاهرة للأبد . غير أني لم أمل تلك الجيرة المبهمة ، و ذلك التواطؤ المتعاظم ، و تلك الرغبة الحبلى بالمحن العذبة ، أي باختصار تلك الدرب التي نسلكها معا ، مبتهجين سرا ، و زاعمين في كل مرة أن العناية الإلهية وحدها التي تدفع أحدنا نحو الأخر. تلك الرغبة تسحرني و لست على يقين من رغبتي بالعبور الى الجهة الأخرى من التلال .أعرف أنها لعبة لا تخلو من الخطورة . ففي أية لحظة قد تحرقنا النيران ، و لكن كم كانت نهاية العالم تلوح بعيدة نائية في تلك الليلة.”
“لستُ من أتباع أي دين، ولا أشعر بالحاجة لأن أصبح كذلك. وموقفي من هذه المسألة غير مريح لا سيما وأنني لا أشعر بنفسي ملحدًا كذلك. لا أستطيع أن أؤمن بأن السماء فارغة، وبأنه لا يوجد بعد الموت سوى العدم. فماذا يوجد وراء ذلك؟ لا أدري. هل يوجد شيء ما؟ لا علم لي. أرجو ذلك، إنما لا أعرف؛ وأشعر بالريبة إزاء من يدعون المعرفة، سواء كانت أشكال يقينهم دينية أم ملحدة. إنني في منزلة بين الإيمان وعدم الإيمان مثلما أنا في منزلة بين وطنين، ألاطف هذا وألاطف ذاك، ولا أنتمي لأي منهما. لا أشعر بنفسي غير مؤمن إلا حين أستمع إلى عظة رجل دين؛ ففي كل عظة، وكل إشارة إلى كتاب مقدس، يتمرد عقلي، ويتشتت انتباهي، وتتمتم شفتاي لعنات. غير أني أرتعش في أعماقي حين أحضر مأتمًا علمانيًا، وتتملكني الرغبة بدندنة تراتيل سريانية، أو بيزنطية، أو حتى ترتيلة القربان المقدس القديمة التي يقال إنها من تأليف توما الأكويني. ذلك هو درب التيه الذي أسلكه في مجال الدين. وبالطبع، أسير فيه وحيدًا، بدون أن أتبع أحدًا، وبدون أن أدعو أحدًا لأن يتبعني.”