“هكذا، لأنني بصراحة أرانا متخمين بالغرب، وهذا الغربُ الذي زرت كثيراً من مدنه، جميلة نعم، متقدمة نعم، متمدينة نعم، لكني لم أشعر في أفضلها بالنسبة لي، كباريس، وميونخ، وكييف، وفيينا؛ إلا بالاغتراب، بشعور أصمٍّ وبارد يكاد يكون حاجزاً بيني وبين ناس هذه المدن الغريبة، شيء كالحاجز الزجاجي الذي يحسه طبيبٌ نفسيٌّ بينه وبين مرضى الفصام، لا أعني بالطبع أن هذا الغرب ساحة للفصام والفصاميين، لكن أقصد هذه الطبيعة غير الدافئة تجاهنا ومعنا، وهي الشيء النقيض لطبيعة الناس في الجنوب والشرق اللَّذَين عشقت ترحالي في أرجائهما.”
“نعم، لي جانب مُظلم كالجميع، لكني ﻻ أخشاه وﻻ أُخفيه، ﻷني أكره أن أكون مزيفًا، وأفضِّل أن يكرهني الناس لما في شخصيتي من صفات على أن يحبونني لصفات لا أمتلكها أو أدّعيها .. نعم لي جانب مُظلم، لكني أفضل من كثيرين يُشبهون الظلام ذاته .”
“نعم.. إنه أنا.. لم أمتْ، ولم يرموا جثتي إلى الكلاب في الصحراء! نعم.. أنا الذي قاتل كل شيء ليفوز بكما وخسر كل شيء ليربحكما”
“نعم إن العقلاء لا يوقدون المدافيء صباحا، لكن من هو ذلك اللوح الذي يريد أن يحشرني بالعافية في زمرة العقلاء ؟”
“لا يسعد أحد بشعور غيره؛ وطبيعي أن يكون هذا هو الذي يجعل السعادة ممكنة في الناس، ولكن العجيب أنه هو الذي يجعلها غير ممكنة، إذ لا يريد كل إنسانٍ لنفسه إلا شعور غيره”
“قال الأصمعي دخلت البادية فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تحت رجل من أقبح الناس وجها فقلت لها يا هذه أترضين لنفسك أن تكوني تحت مثله فقالت يا هذا اسكت فقد أسأت في قولك لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه أو لعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي أفلا أرضى بما رضي الله لي فأسكتتني" قلت : ليت الأصمعي رجاها أن تلقي هذا الدرس في إحدى مدارس البنات بمصر”