“الإسكندرية وبيروت ... بيتا روحي. بينهما عشرات المتشابهات، ولدي عشرات الأسباب؛ لأحب كل منهما على حدة.أتيت اليوم بإحساس جديد علي. لساعة من الزمن استغنيت عن مكالمة التليفون التي تعلن وصولي وشربت قهوتي أنا وكتابي وحدنا أمام بحر. يبدو أنني - برغم الأسئلة المؤلمة والإجابات التي تذبحني ورغم تمسكي بكل هذا الألم لثقتي في روعة المقابل - قد بدأت أستعيد حبي لنفسي.”
“كل ليلة ..يغمض العالَمْ عينيه ويحلم بالأمور التي ستحدثفي اليوم التالي , ولأنه ينسى أحلامه بمجرد استيقاظه ,فهو لايملّ من التفرج على الزمن , ويتسائل في كل مرة<< لماذا يبدو كل شيء مألوفاً هنا! >>”
“وإذا فتحت باب غرفتي فلن أسمع: صباح الخير يا حبيبي.. التي أجدها ضاحكة على وجه أمي.. تصور إنني أسمع هذه العبارة لمدة 30 سنة متوالية دون أن تتعب أمي في تكرارها.. صحيح أن الأم هي الإنسان الوحيد الذي لا يتعب من الحب.. انتهى كل هذا.. والآن بدأت المرحلة التي نشتري فيها الحب.. نهضت من الفراش وأنا لا أعرف بالضبط ماذا عساي أن أفعل، فهذه هي المرة الأولى التي أجدني فيها أمام نفسي وجها لوجه.. وكنت أقول لنفسي: هل معقول أن تطلع الشمس في مثل هذا اليوم.. هل معقول أن تطلع الشمس غدا إذا فاتها أن تطلع اليوم.. وكنت أقول لنفسي: لا أعتقد ذلك.. هل معقول ألا يشعر أحد بهذه الكارثة التي حدثت لي”
“لحظتها بدأت اقرأ تعويذاتي السحرية التي رددتها طويلاً أمام المرآة ، لكي تستحضره لي .. فما فعلت ، همهمت، وتنهدت .. ستأتي..ستأتي...وحق روحي الهائمة ، ستأتي .. فأنا أعلنت عليك حبي و أشواقي .. وكل ماتبقى من نبضاتي .”
“ هذا غريب! فالذكريات القديمة وفية بنا، لاتفارقنا، بينما ذكريات هذا الصباح تبخرت باختصار، الزمن نخر كل شئ في هذه الدار التي تشرف على الموت كما أنا.”
“أنا أكتب فقط من أجل حاجتي إلي الكتابة التي صارت ضرورية لي ، أنا محتاج ، محتاج أكثر من ذي قبل أن أربط أفكاري بموجودي الخيالي ، بظلي ، هذا الظل المشئوم الذي ينحني علي الحائط أمام السراج ذي الفتيل و يبدو أنه يقرأ بدقة كل ما أكتبه و يتجرعه ،هذا الظل لا ريب يفهم أفضل مني”