“ولما كانت النفس الإنسانية بفطرتها ميالة لأن ترى الفكرة من خلال الواقع، وتتمثل العقيدة في صورة عمل، وتحكم على المثل والمباديء بما حققته في عالم الأرض من نظم وأوضاع، فإن البشرية يوم تتطلع إلى فكر فجر جديد ينقذها من ظلام المادية وجفافها، ستبحث عنه في صورة مجتمع إنساني، لا في صورة نظريات مثالية. وهنا يبرز الواجب الذي تلقيه السماء على عاتقنا: واجب أن نكون نحن أنفسنا تأويلا حيا لعقائدنا وأفكارنا، وأن يكون نظامنا الاجتماعي ترجمة عملية لهذه العقائد والأفكار كيما يقع عليها نظر الإنسانية الحائرة في اللحظة التي تتلفت فيها إلى نبع جديد.”