“قال لنفسه : لم يخطئ الشعراء الذين وقفوا على الأطلال . ربما حين تنهار الديار يصبح أصلها فى الذهن أجمل مما كان فى الحقيقة, أو ربما كان الأمر عكس ذلك بالظبط. ربما يبعث الضياع صورة الجمال القديم الذى كانت العين غافلة عنه و الأصل قائم . ما الذى يعنيه الحنين على أى حال ؟ هل هو يد ممدودة تقاوم زحف الزمن؟ يد ضارعة تتشبث بالحياة ؟ هل يأتى إلى هذا المكان كل عام ليقول أنا مازلت أحيا ؟ هو فقط يأتى و يحوم حول الخليج .. يسير حول مقهاه القديم , ولا يدخله .”
“ربما يبعث الضياع صورة الجمال القديم الذي كانت العين غافلة عنه و الأصل قائم”
“مالذي يعنيه الحنين على أي حال؟ هل هُو يد مَمدوده تُقاوم زحف الزّمن؟ يد ضارِعة تتشبث بالحياة؟ هل يأتي إلى هذا المكان كُل عام ليقول أنا مازلتُ أحيا؟”
“يا صديقى فى داخل كل شعب جماعة تنبح وراء من يلقى لها العظمة، و هل تُريد ما هو أكثر؟ فى داخل كل إنسان ذلك الكلب الذى ينبح و المهم أن نُخرسه ...سمير مُخاطباً بطل رواية "شرق النخيل" للمُبدع الكاتب الكبير "بهاء طاهر”
“إن طلب العدل مرض,و لكنه المرض الوحيد الذى لا يصيب الحيوانات,كل ما فى الأمر أننا انا و أنت شفينا من هذا المرض فأصبحنا نرى أعراضه على الاّخرين.”
“هو يذكر جوا ما , سعادة ما , أما التفاصيل فقد غابت ,يذكر مرة قال لها بطريقة عابرة : معك يا نوال أشعر أنى مطمئن . لم أعرف مثل هذه الطمأنينة فى حياتى .فأشرق وجهها ببسمة صافية و قالت : هذا أجمل غزل سمعته فى حياتى . ما أجمل السكينة فى الحب !”
“الظلم.. لا يبيد.. ما الحل؟ -أن تحدث ثورة على الظلم؟ نعم تحدث تلك الثورة.. يغضب الناس فيقودهم ثوار يعدون الناس بالعدل وبالعصر الذهبي، ويبدؤن كما قال سيد: يقطعون رأس الحية.. ولكن سواء كان هذا الرأس اسمه لويس السادس عشر أو فاروق الأول أو نوري السعيد، فإن جسم الحية، على عكس الشائع، لايموت، يظل هناك، تحت الأرض، يتخفى يلد عشرين رأساً بدلاً من الرأس الذي ضاع، ثم يطلع من جديد. واحد من هذه الرءوس اسمه حماية الثورة من أعدائها، و سواء كان اسم هذا الرأس روبسيير أو بيريا فهو لايقضي، بالضبط، إلا على أصدقاء الثورة . و رأس آخر اسمه الاستقرار، و باسم الاستقرار يجب أن يعود كل شيء كما كان قبل الثورة ذاتها. تلد الحية رأساً جديداً. و سواء كان اسم هذا الرمز نابليون بونابرت أو ستالين فهو يتوج الظلم من جديد باسم مصلحة الشعب. يصبح لذلك اسم جديد، الضرورة المرحلية.. الظلم المؤقت إلى حين تحقيق رسالة الثورة. و في هذه الظروف يصبح لطالب العدل اسم جديد يصبح يسارياً أو يمينياً أو كافراً أو عدواً للشعب بحسب الظروف..”