“رب سائل يسأل:" لماذا كثر ظهور الأنبياء قديما و لم يظهر منهم أحد في العصور الحديثة؟". السبب في ذلك يرجع إلى ما طرأ على الفكر البشري من أنقلاب. فقد كان الناس قديما أولي نزعة دينية عميقة. أما الأن فقد أخذت عقولهم تصطبغ تدريجيا بالصبغة العلمانية. و لهذا أصبحوا يتأثرون بالنظريات العلمية أكثر مما يتأثرون بالأفكار الغيبية.”
“إذا انشغل الناس في المفاضلة بين رجال أحياء كان ذلك دليلا على حيوية المجتمع. وهذا هو ما يجري الآن في البلاد الراقية حيث يدور الجدل في أوقات الانتخاب حول فضائل رجال السياسة أو أمثالهم ليعرف الناس ما لهم وما عليهم. أما إذا اختلف الناس في فضائل رجال أموات كان ذلك دليلا على مرض المجتمع و اقترابه من الموت. ولا يهتم بالموتى إلا الذي يريد أن يموت و يذهب إلى حيث يعيش الموتى عليهم رحمة الله”
“حدث مرة في إحدى القبائل البدائية أن أكل تمساح امرأتين منهم ،واستطاع رجل متمدن كان يعيش بينهم أن يعثر على التمساح ويقتله حيث وجد حلى المرأتين في بطنه . وهذا دليل قاطع على أن التمساح كان قد أكلهما ، ولكن العقلية البدائية لا تستطيع أن تفهم هذا الدليل أو تقبله . فالتماسيح لا تعتدي على أحد قط ، أما المرأتان فقد قتلهما ساحر حيث استخدم التمساح في سبيل خطفهما ، وقد أخذ التمساح حليهما أجرة له على ذلك”
“الغلو في العقيدة يصاحب النزعة الثورية غالبا. ذلك لأن الأفكار الرصينة و العقائد المعتدلة باردة بطبيعتها فهي لا تدفع الناس إلى الحركة و لا تشجعهم على المجازفة و ركوب الخطر في سبيل مبدأ من المبادئ.”
“ان تركيبة العقل البشري متماثلة في جميع الناس سيان ذلك بين المتعلمين منهم وغير المتعلمين”
“و مما تجدر الاشاره اليه ان كل انسان فيه عيب من العيوب لا يخلو من ذلك احد و قد قيل قديماً : جل من لا عيب فيه ..هذا و لكن يعتقد الواعظون بأن السلف الصالح كان معصوماً من العيب و بهذا يريدون من الناس جميعاً ان يكونوا من طراز السلف الصالح ..من يدرس حياه السلف الصالح دراسه موضوعيه يجدهم كسائر الناس يخطئون و يتحاسدون و يطلبون الشهره كما يطلبها كاتب تلك السطور لقد كانوا بشراً مثلنا يأكلون و يمشون في الاسواق و لكن الواعظين جعلوهم من طراز الملائكه لكي يحرضوا الناس علي اتباع مسلكهم في الحياه”
“وكلما قرأت عن أحد الملوك في أحد العصور المذهبة انه كان عادلاً ، سألت نفسي كم من الناس قد شملهم عدله ؟ فإذا رأيت هذا العدل الذي يتبجح به المؤرخون قد أصاب عدداً معيناً ممن حذق في فن الكلام بالإضافة إلى أولئك الذين حذقوا في فن الرقص والعزف والغناء . . وبقي سواد الناس في حرمان قلت : ساعد الله الأمة”