“لا دخول للمسلمين إلى الحداثة إلا بحصول قراءة جديدة للقرآن الكريم، ذلك أن القرآن، كما هو معلوم، هو سرّ وجود الأمة المسلمة وسرّ صنعها للتاريخ؛ فإذا كان هذا الوجود والتاريخ ابتدآ مع البيان النبوي" أو قل "القراءة النبوية" للقرآن، فدشنت بذلك الفعل الحداثي الإسلامي الأول إن جاز هذا التعبير في حقها، فإن استئناف هذا الوجود لعطائه ومواصلة هذا التاريخ لمساره، وبالتالي تدشين الفعل الحداثي الإسلامي الثاني، كلّ هذا لا يتحقق إلا بإحداث قراءة أخرى تُجدد الصلة بهذه القراءة النبوية، ومعيار حصول هذا التجديد هو أن تكون هذه القراءة الثانية قادرة على توريث الطاقة الإبداعية في هذا العصر كما أورثتها القراءة المحمدية في عصره.”

طه عبد الرحمن

Explore This Quote Further

Quote by طه عبد الرحمن: “لا دخول للمسلمين إلى الحداثة إلا بحصول قراءة جدي… - Image 1

Similar quotes

“القراءة هي ذاكرة الإنسان , و الإنسان هو ذاكرة القراءة ولذلك فإن هذا الإنسان لم يجد طريقاً إلى كماله إلا بعد أن تعلم كيف يقرأ. فإنسان لا يقرأ هو إنسان ناقص بكل المقاييس مهما كان موقعه الاجتماعي”


“فلا يمكن تحصيل ملكة تغيير ما بالأنفس -كما لا يمكن تحصيل ملكة البيان والشعر- إلا بممارسة هذا الفن؛ وهو النظر في سنن المضين وما حدث للأمم من تغيير بطيء أو سريع خلال التاريخ. ونحن إلى الآن لا ندرس التاريخ على هذا الأساس أو القصد، وإن كان القرآن يلح علينا في ذلك.”


“لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل.”


“هناك علمٌ للقراءة يسعى إلى ضبط فعل القراءة، والمشكلة ليست في أن ميولنا واعتقاداتنا تؤثر على قراءتنا، بل في أن هذا التأثير لا يكون موضوعا لفعل الوعي، فنتصور- ونحن نقرأ القرآن مثلاً- أن ما تقدمه قراءتنا هو "مُراد الله"، بينما هو في الحقيقة "مراداتنا" ولكنها متخفية عنا”


“ بل أصبحت عاجزة كل العجز عن أن تخلو إلى نفسها في يقظة أو نوم، إنما هي مستصحبة هذا الشاب إن حضر و مستصحبة هذا الشاب إن غاب. لا تهم بالخلوة إلى ضميرها حتى تجد صورته ماثلة فيه، ولا تمد عينها إلا رات شخصه”


“إنه لا مجال للشك في أن "كانط" اقام نظريته الأخلاقية العلمانية على قواعد دينية مع إدخال الصنعة عليها، حيث استبدل الإنسان مكان الإله مع قياس أحكامه على أحكامه؛ فإذن ليس لهذه النظرية من وصف العلمانية إلا الظاهر، بحيث تصير العلمانية هنا عبارة عن "ديانية" خفية مثلها مثل الديانية الجلية في الأخلاق المُنزلة، لا تفترق عنها إلا في كون المستحق للتعظيم فيها صار هو الإنسان العيني، وليس الإله الغيبي.”