“سمّاني الناس مجنونا، غير أن العلم لم يكشف لنا بعد فيما إذا كان الجنون ذروة الذكاء أم لا، وفيما إذا كان كل ما يسمى مجدا وكل ما يسمى عمقا ليسا آتيين من مرض فكري، من حالة روحية تتمجد وتنمو على حساب الذهن العام. هؤلاء الذين يحلمون وهم أيقاظ يعرفون أشياء كثيرة تفلت من هؤلاء الذين لا يحلمون إلا وهم نيام. إنهم يلتقطون - في رؤاهم المغيّمة - لمحات من الأبدية، وإذ يستيقظون يرتعشون لتنبههم أنهم كانوا للحظةٍ على ضفة السر العظيم. إنهم يدركون - جزءا فجزءا - شيئا من معرفة الخير، وأكثر أيضا من علم الشر. وهم - بلا دفة ولا بوصلة - يخترقون المحيط الواسع للضياء الذي لا يوصف.”